أصبحت دولة الإمارات ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء أول دولة عربية عضواً في اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء.
وجاء حصول الدولة على هذه العضوية بإجماع أعضاء اللجنة الذي يعتبر متطلباً رئيساً للانضمام، ليكون دليلاً على تمتع الوكالة بالكوادر البشرية والخبرات العالمية التي تؤهلها لتكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال استكشاف الفضاء.
وأكدت اللجنة خلال اجتماعها مؤخراً دعمها لمنهج خريطة طريق توسع الوجود البشري في المجموعة الشمسية، مع وضع مهمة إرسال البعثات الفضائية إلى كوكب المريخ كهدف طويل المدى.
وأعرب خليفة الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، عن أهمية نيل الدولة عضوية اللجنة، لما تمثله من قيمة في إطار التعاون القائم بين وكالات الفضاء العالمية كافة في هذا القطاع الحيوي.
وقال الرميثي: "إن العضوية تصب في أهداف الوكالة الرامية إلى الدخول في شراكات دولية مع الجهات التي تشاركها الرؤية في استكشاف الفضاء، والمساعي العالمية نحو مواجهة التحديات التي يشهدها قطاع الفضاء". وأضاف: "إن انضمام الوكالة إلى اللجنة الدولية للفضاء يدعم جهود الإمارات في مهمة استكشاف المريخ، ما سيسهم في تحقيق أهداف اللجنة الدولية عبر تعزيز التعاون الدولي بين وكالات الفضاء".
وأشار إلى أن العضوية ستضع الدولة على الخريطة العالمية لاستكشاف المريخ، في إطار مستهدفاتها الرامية إلى البحث في كيفية تغيّر الغلاف الجوي للمريخ وتغيرات الطقس.
اعتراف بأهمية دور الإمارات
من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام للوكالة: "إن حصول الوكالة على العضوية يعتبر دليلاً على اعتراف العالم بأهمية برنامج الإمارات الفضائي".
وأضاف أن البرنامج قطع منذ تأسيسه شوطاً كبيراً على الصعد كافة، بالنظر إلى طبيعة المشاريع القائمة في هذا الإطار منذ نحو 40 عاماً، ما يجعلها أول دولة في هذا المجال على مستوى المنطقة.
وأكد الأحبابي، أن الوكالة ستستفيد من عضويتها في اللجنة لتكون منصة لإيصال رسالة الدولة وإبراز برنامجها وقدراتها في مجال استكشاف الفضاء.
وأوضح أن ذلك، سيتم من خلال التعاون مع الوكالات الأخرى في هذا الإطار، وأن الوكالة ستعمل على مشاركة الخبرات وأفضل الممارسات وأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء، وبما يدعم الجهود الدولية في استكشاف الفضاء التي ستعود بالفائدة على العالم أجمع.
كما ستستفيد الوكالة من العضوية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتحديد مشاريع الفضاء المناسبة، والتعرف إلى فرص تطوير العلوم والتكنولوجيا التي يمكن استخدامها لتحديد مبادرات الأبحاث والتطوير الواجب الشروع بها، ضمن مركز أبحاث الفضاء، بالتعاون مع جامعات الدولة والقطاعات الفضائية الأخرى في الدولة. وكانت اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء عقدت اجتماعها في مركز عمليات الفضاء الأوروبية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذي جمع ممثلين عن 14 وكالة فضاء عالمية.
ومن هذه الوكالات المتخصصة وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ومنظمة استكشاف الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الإيطالية، وإدارة الفضاء الوطنية الصينية، ووكالة الفضاء الكندية، والمعهد الكوري لأبحاث الفضاء، ووكالة الفضاء البريطانية.
وسبق للجنة أن ناقشت عام 2006، بمشاركة 14 وكالة فضاء عالمية، الاهتمام العالمي باستكشاف الفضاء، ما أفضى إلى إصدار وثيقة إطار عمل في 21 مايو 2007، وأكدت ضرورة وضع آلية عمل عالمية غير ملزمة، من خلال التبادل المشترك بين الوكالات للمعلومات والاهتمامات والأهداف والخطط المتعلقة باستكشاف الفضاء، والتي تهدف إلى تعزيز البرامج المختلفة للوكالات والجهود المشتركة فيما بينها. ويعمل أعضاء اللجنة سوية لتحديد الفجوات التكنولوجية، من أجل تعزيز التعاون والتفاعل الدولي في مجال استكشاف الفضاء، وبناء القدرات الدولية للمهام الفضائية المقبلة.
مسبار الأمل
وفي مايو الماضي أعلن نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق اسم "مسبار الأمل" على مسبار المريخ الإماراتي.
وأكد أن "مسبار المريخ هو البداية لنتعلم، وفريق مهندسي وعلماء الإمارات لديهم الهمم لمعانقة القمم والفضاء والوصول للهدف".
وشدد نائب رئيس دولة الإمارات على أن "شباب الإمارات هم أمل للشباب العربي والمسلم ونحن لا نعرف اليأس ولا المستحيل، واخترنا إطلاق اسم مسبار الأمل".
وينطلق المسبار الإماراتي في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلو متر، وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط، لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
ومن المقرر للمسبار أن يصل لكوكب المريخ في العام 2021، تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
وتهدف وكالة الإمارات للفضاء إلى تنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي الوطني ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة والمساهمة في تنوع الاقتصاد الوطني.