قال تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الخميس، إن السبب وراء الهجمات الحوثية الأخيرة على الأراضي الإماراتية، يعود إلى الخسائر الكبيرة الأخيرة في ساحة المعركة داخل اليمن، والتي أنهت فعليا جهودهم لاستكمال السيطرة على شمال البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الأخيرة على أبوظبي، تؤكد أن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات قادرة على التحول إلى خطر إقليمي يهدد دول المنطقة.
وأضاف التقرير: "يتطلع الحوثيون إلى الانتقام بعد تعثر هجومهم الذي كان يهدف إلى الاستيلاء على مدينة مأرب المركزية اليمنية".
وكان من شأن استيلاء المتمردين الحوثيين على مأرب أن يساعدهم في فرض سيطرتهم على شمال اليمن بأكمله.
وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت الإمارات لأول اعتداء مُعلن من الحوثيين على أراضيها، عندما استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ مواقع حيوية في منطقة المصفح بالعاصمة أبوظبي موقعة ثلاثة قتلى.
كما أطلق الحوثيون هذا الأسبوع صواريخ بالستية باتجاه قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي اعترضتها الدفاعات عبر باستخدام منظومة "باتريوت" الأميركية، فيما توعدوا بهجمات إضافية.
وكان الحوثيون قد شنوا مرارا هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على السعودية لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم سوى عن عدد قليل من هذه الهجمات على الإمارات التي نفت وقوع معظمها.
وأوضح بيتر سالزبوري، الخبير في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية، أن القوات المدعومة من الإمارات والمعروفة باسم لواء العمالقة قامت بهجمات منسقة في محافظة شبوة الشهر الجاري، الأمر الذي أسفر عن طرد الحوثيين وقطع الطريق أمام تمددهم نحو مأرب، فضلا عن استعادة شبوة.
ومنذ العام 2015، تشارك الإمارات في تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين.وفي وقت سابق من هذا الشهر، استولى الحوثيون على سفينة إماراتية في البحر الأحمر، قبالة ساحل الحديدة، وهو ميناء يسيطر عليه المتمردون ويقاتل الجانبان منذ فترة طويلة من أجله، وذلك بحجة وجود حمولة من الأسلحة على متنها.
بدورها، اعتبرت ريمان الحمداني، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الحوثيين يحاولون إعادة الإمارات إلى الصراع الذي كانت تحاول الخروج منه.
وعام 2019، أعلنت الإمارات أنها ستخفض قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".
وتدرس إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التراجع عن قرار صدر العام الماضي برفع تصنيف الحوثيين كإرهابيين، وذلك بعد هجماتهم العابرة للحدود.