يبدأ رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات، قادماً من السعودية، فيما يسلط الضوء على نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يلتقي خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويبحث معه مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة بوتين الثانية إلى الإمارات منذ العام 2007 في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز العلاقات الاقتصادية ، كما تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً.
ويسعى بوتين خلال الزيارة إلى رفع درجة التعاون الاقتصادي مع الإمارات بحكم ما يملكه البلدان من إمكانات اقتصادية ضخمة جداً، حيث يصل عدد الشركات التي تعمل في الإمارات لـ3 آلاف شركة، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليارات درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.
وقد أعلن بوتين يوم السبت في حوار مشترك مع قناة 'روسيا اليوم' الناطقة بالعربية وقناتي العربية وسكاي نيز عربية أن زيارته للمملكة ولدولة الإمارات "تأتي لضبط الساعة على توقيت واحد، في اتجاهات وقضايا مختلفة".
وأردف قائلاً: "الإمارات العربية المتحدة تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب - دونما أي مبالغة - دورا يعزز الاستقرار"، مضيفا "لن أكشف سرا كبيرا إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة الإمارات العربية المتحدة، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسة معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعات نشاطنا".
وزيارة بوتين للرياض وأبوظبي تبدو في توقيتها ومضامينها مختلفة من حيث سياقاتها الجيوسياسية والاقتصادية عن زيارة سابقة للمنطقة، وفق تعبير مراقبين.
كما تتزامن الزيارة، مع أحداث التوتر الجارية في منطقة الخليج، لاسيما بين السعودية وإيران، فضلاً عن التطورات الجارية في سوريا واليمن، كما تأتي في وقت أعلنت القوات الأمريكية انسحابها شمال سوريا.