يشكو المصريون العائدون من ليبيا مما يصفوه بتقاعس سلطات بلادهم عن إجلائهم من الحدود الليبية التونسية، وذلك مقارنة بدول آسيوية وغربية هرعت للإسراع بإجلاء رعاياها من هناك.
وقال العامل المصري خالد صبري (26 عاما) وهو يروي تفاصيل الهروب من ليبيا: "تركنا بلادنا للحصول على لقمة العيش، لكننا اضطررنا للهرب بعد اندلاع الاشتباكات بين الثوار وقوات خليفة حفتر، فانحياز الحكومة المصرية إلى صفه أدى لاضطهاد المصريين في ليبيا وتعرضهم للضرب والاحتجاز على يد المليشيات المعادية له".
وأضاف العامل المصري في تصريح لوسائل إعلامية، أنه قرر هو وزملاؤه بالسكن عدم الخروج للشارع، ومن ثم العودة إلى مصر بعد تزايد أعمال العنف في بنغازي، لكن تم إيقافهم أثناء عودتهم في عدة كمائن تابعة لمسلحين معارضين لحفتر، وتعرضوا "للإهانة والضرب ومصادرة جميع أموالهم لمجرد أنهم مصريون، وأن (الرئيس المصري) عبد الفتاح السيسي يدعم حفتر كما تقول تلك المليشيات، بالرغم من أننا عمال بناء ولا دخل لنا بالسياسة".
وأفاد عامل آخر ، ويعمل مدرسا بأحد مدارس العاصمة طرابلس، أنه توجه إلى الحدود التونسية بناء على تعليمات السفارة المصرية، لكنه تعرض لإطلاق النار من قبل حرس الحدود التونسية، وظل هناك ستة أيام، فاضطر للعودة إلى الحدود المصرية مع ليبيا قاطعا 1600 كلم للنجاة بحياته، منتقداً بشدة "تجاهل الحكومة المصرية لمعاناة المصريين الهاربين من ليبيا".
وكان القتال الذي اندلع بين قوات اللواء المتقاعد حفتر من جهة والكتائب المسلحة من جهة أخرى قد أدى إلى فرار آلاف المصريين من ليبيا، هربا من المعارك ومن الروح العدائية التي تواجههم بمناطق سيطرة الثوار، وبالرغم من إقامة مصر جسرا جويا مع تونس منذ ستة أيام فإن آلاف المصريين مازالوا عالقين على الحدود الليبية التونسية.
وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أعلن أمس الثلاثاء أن استكمال عودة باقي المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية إلى القاهرة سيحتاج ٤٨ ساعة إضافية نظرا لارتفاع أعداد العالقين هناك.
ورفض شكري وصوله القاهرة من تونس الاتهامات الموجهة للحكومة بالتقصير تجاه العالقين في ليبيا، مشددا على أن الجسر الجوي يعمل على نقل المصريين منذ ستة أيام على نفقة الدولة.