في أول تعليق له على عادة فتح سفارة أبوظبي في دمشق، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قرار الإمارات بأنه يأتي بعد "قراءة متأنية للتطورات".
وأوضح قرقاش، في حسابه على موقع "تويتر": "قرار دولة الامارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات؛ ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري؛ حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها"، على حد زعمه.
وأضاف قرقاش أن "الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي"، على حد قوله.
ويقول مراقبون إن الإمارات والسعودية يمكن أن تقبل بوجود إيران في سوريا ولكنها ستركز على معاداة الوجود التركي ليس من أجل الدولة السورية وأراضيها وإنما بسبب الصراع الإقليمي الذي يدور ضد النفوذ التركي المتعاظم في المنطقة وقدرة أنقرة على حماية مصالحها في سوريا وفي أعقاب تجاهل ترامب للرياض وأبوظبي وتفويضه تركيا لمحاربة الإرهاب وما يعنيه من سحب ورقة من السعودية والإمارات كانتا تستغلانها لتسويق نفسيهما إقليميا ودوليا، على ما يقول محللون.
وقال قرقاش: "تسعى الإمارات اليوم عبر حضورها في دمشق إلى تفعيل هذا الدور وأن تكون الخيارات العربية حاضرة وأن تساهم إيجابا تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري".
وفي وقت سابق، اعترفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بعودة العمل في سفارة الدولة لدى نظام الأسد في دمشق، حيث باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من اليوم.
وزعمت الوزارة أن هذه الخطوة تؤكد حرص الحكومة على إعادة العلاقات بين "البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي حد قولها.
ويرى مراقبون، أن عودة العلاقات الإماراتية الخليجية مع النظام السوري، هو عودة لتطبيع العلاقة مع إيران التي تعاديها أنظمة الخليج في العلن وفي الخفاء تمارس علاقة تجارية من نوع خاص.
وتساءل ناشطون، كيف لدولة مثل الإمارات أن تمارس التطبيع مع نظام مدعوم بالكامل من إيران، التي لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث.
واستغرب ناشطون، عن سبب صرف مليارات الدولارات الخليجية في الحرب السورية التي دمرت البلد، وتسببت بمجازر بشعة بحق المدنيين السوريين، بزعم إسقاط نظام الأسد وكيف تحولت السياسة والرؤية بعد كل هذا الخراب والدمار إلى عودة حميمة مع النظام المجرم.