أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

منطقة حرة خليجية بريطانية

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 27-04-2017


مع تفعيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية شهر مارس الماضي، يبدو أن منطقة التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة، والتي أشرنا إليها في مقالة سابقة ضمن توقعاتنا لتداعيات عملية الخروج ستتحقق أسرع مما هو متوقع بسبب حرص الطرفين على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية التاريخية، ووصولها لمستويات غير مسبوقة لصالح الجانبين.

فمن جهة قامت وزارة المالية البريطانية بوضع دراسة للنتائج المحتملة من توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي مبينة الفوائد، التي يمكن جنيها من هذه الاتفاقية، وما قد يترتب عليها من نتائج سياسية واستراتيجية، مما يفسر الحرص الشديد الذي أبدته رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، لتنمية علاقات بلدها بدول المجلس أثناء حضورها القمة الخليجية بالمنامة نهاية العام الماضي.

من جانبها طرحت الدول الخليجية مسودة جزئية لاتفاقية التجارة الحرة مع المملكة المتحدة، مما يعبر عن حرص الجانين على إنجازها بأسرع وقت ممكن، خصوصاً أن بريطانيا على اطلاع تام بالعراقيل التي وضعتها المفوضية الأوروبية، والتي حالت دون توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول المجلس، وتطوير هذه العلاقات كان مطروحاً على مدى العقود الماضية، بما في ذلك توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، وهو ما يعني إلغاء الرسوم الجمركية، إلا أن وجود المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي أعاق اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة، إذ تعرقلت المساعي المماثلة بين المجموعتين الخليجية والأوروبية على مدى ربع قرن، وذلك بعد أن توقفت المباحثات بصورة عملية بين الطرفين منذ عام 2008.

بخروج المملكة المتحدة تصبح الطرق معبدة لتوقيع هذه الاتفاقية، والتي يوجد مثيل لها بين دول المجلس والعديد من التكتلات والبلدان، خصوصاً أن الجانب البريطاني يسعى جاهداً لإنجاز ذلك في أسرع وقت لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها تعويض بعض الخسائر الاقتصادية والتجارية المتوقعة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي يستحوذ على أكثر من نصف التجارة البريطانية.

لذلك تعتبر الأسواق الخليجية سريعة النمو منفذاً مهماً للصادرات البريطانية، وبالأخص في ظل عملتها المنخفضة، والتي تراجعت بنسبة كبيرة بعد استفتاء الخروج، مما يمنح صادراتها قدرة تنافسية في الأسواق الخارجية، بما فيها الخليجية، كما أنها ستحقق مكاسب من وارداتها من المنتجات النفطية والبتروكيماوية والألمنيوم من دول المجلس، والتي تتمتع بدورها بأسعار مناسبة في الأسواق الدولية، حيث إن الرسوم الجمركية العالية على هذه المنتجات، والتي يفرضها الاتحاد الأوروبي حالياً دون وجه حق تُعد سبباً في تدني الصادرات الخليجية.

لقد بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون في العام الماضي 27 مليار دولار يتوقع أن يتضاعف بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة، بدليل التوجهات الرامية إلى زيادة نسبة التجارة بين الإمارات وبريطانيا بنسبة كبيرة تصل إلى 74% حتى عام 2020، كما يصل حجم الاستثمارات الخليجية هناك إلى 140 مليار دولار، معظمها في القطاع العقاري المزدهر، وبالإضافة إلى التبادل التجاري، فإن التعاون في مجالات الاستثمار والقطاع المالي والسياحة ستشهد نمواً غير مسبوق في ظل التسهيلات التي يتوقع أن تصاحب توقيع الاتفاقية، مما سيحول المملكة المتحدة إلى أهم شريك تجاري لدول المجلس على حساب دول أوروبية أخرى عضوة في الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من صعوبات جمة. بقي أن يقوم القطاع الخاص الخليجي، وبالأخص غرف التجارة والصناعة منذ الآن بالاستعداد لمثل هذا التحول في علاقات دول المجلس ببريطانيا، وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من السوق البريطانية الكبيرة، والتي يمكنها استيعاب العديد من المنتجات الخليجية، كما يمكن إقامة شراكات بين القطاعين في كل من دول المجلس والمملكة المتحدة للاستفادة من الفرص التي توفرها علاقات كل من الطرفين في الأسواق الدولية.