أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

إنها أسئلة منتصف العمر

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-06-2016


يقول الكاتب مارك توين «إن العمر هو حالة عقلية بحتة، إذا لم تكترث به، فلا يهم، ولن يهم أبداً»، فهل الأمر كذلك فعلاً؟. إذا كان بإمكان الإنسان أن يتعامل مع عمره بطريقة ذهنية صرفة، دون أن يفزع ذات يوم لمرأى التجاعيد حول عينيه، والبياض الذي غزا شعره، والوهن الذي تسلل إلى عظامه، والملل الذي صار ينتابه من كل شيء، فإذا كان العمر مسألة ذهنية لا علاقة لها بالواقع المادي، كما يقول الكاتب، فكيف يمكن إقناع ملايين الناس بهذه النتيجة المثلى، ليمرروا المعضلة الأزلية، معضلة التقدم في العمر، التي تشكل الهاجس الأول والأهم منذ الأزل، وفي كل زمان ومكان؟.

معظم الناس يبدون سعداء ومبتهجين جداً وهم يحتفلون بأعياد ميلادهم في مرحلة الشباب، وتدريجياً، تبدأ الرغبة والبهجة تبهتان، كلما تقدموا في العمر، حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم لأصدقائه (لن أحتفل بعيد ميلادي مجدداً). لماذا؟، إنه لا يريد الاحتفال بهذه المناسبة، لسبب يبدو واضحاً جداً، وهو أنه لا يريد أن يتذكر عمره الحقيقي، ولا يريد لأحد أن يذكره به، لقد كبر بما فيه الكفاية، وهو يعرف ذلك، وليس سعيداً بهذه النتيجة (الحتمية)، لكنه لا يود لأحد أن يواجهه أو يذكره بها، لذلك تخترع النساء أعماراً غير حقيقية، لتستمر في الاحتفال بأعياد ميلادها!

هنا، ربما تبدأ عند الإنسان - الرجال والنساء معاً - ما يمكن أن نسميه، مرحلة الأسئلة الحاسمة أو المواجهة!

وعادة، فإن هذا النوع من الأسئلة تبدأ في مرحلة معينة عند الجميع، قد يسميها البعض مرحلة منتصف العمر، وقد يفضل البعض تسميتها بمرحلة النضج والاكتمال، بينما يبدو أن الأطباء لديهم تسميات مختلفة تماماً، لها علاقات بعمليات الهدم التي تحدث في الجسم ومعدلات إفراز الهرمونات، ودرجة كفاءة الأعضاء في القيام بمهامها المعتادة!

ماذا بقي لدي لأقوم به؟، كم تبقى لدي من الزمن لأقوم بكذا وكذا؟، هل هناك متسع لمزيد من الأحلام والإنجازات والبدايات؟، ماذا بعد أن كبر الأولاد وغادروا البيت، ماذا بعد أن كبرت؟، إلى أين أذهب؟، إلى الوحدة أم إلى المرض والشيخوخة والموت؟.

إنها أسئلة العلاقة بالزمن وبالمنجز الذي حققناه طوال العمر، وأيضاً سؤال العلاقة بالموت، هذه الأسئلة الخطيرة والكبيرة، تعني أن الإنسان دخل في لحظة تأمل هائلة في عمره، والتي لم يكن يتوقف عندها سابقاً، بسبب الجري وراء المنجزات والأحلام، لذلك يتفاجأ بنفسه وهو يطرحها، ويتفاجأ حين لا يعرف الإجابة عنها، أو حتى إذا عرف الإجابة!

العمر حقيقة عقلية، وليس حالة عقلية، أما طريقة التعامل مع جريانه السريع وتغيراته، فتعتمد على طريقة تربيتنا وتفكيرنا ومستوانا الثقافي والفكري، وكيف أعدتنا التربية لمواجهة هذه التغيرات، وتلك الأسئلة الكبيرة!