اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إيران بأنها تسعى لإشعال المنطقة، من خلال تحويلها الخلافات المذهبية إلى صراع، وتتعمد توتير علاقاتها مع السعودية، ودول الخليج.
وقال أردوغان خلال مأدبة غداء للسفراء الأتراك بالمجمع الرئاسي، في العاصمة أنقرة: إن "إيران تستغل التطورات في اليمن، والعراق، وسوريا، لتوسيع نفوذها في المنطقة"، مشيراً إلى أنها (إيران)، "توتر علاقاتها مع السعودية بشكل متعمد".
وأدان أردوغان، الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميدان السلطان أحمد بإسطنبول، مشيراً إلى أن بلاده "عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى النهاية".
وأضاف: "بالنسبة لنا، لا فرق بين داعش، وبي كا كا، وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، ووحدات حماية الشعب (الذراع العسكري للأخير) فكلها منظمات إرهابية".
وتابع قائلاً: "إذا لاحظتم فإن تركيا تتصدر أهداف المنظمات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، لأنها (تركيا)، لا تميز بينها جميعاً، وموقفها ثابت تجاهها"، متسائلاً: "هل توجد دولة أخرى في العالم تواجه تنظيم داعش الإرهابي بحزم أكثر من تركيا، وتدفع ثمناً مثلنا؟".
وأكد أردوغان أن بلاده "تعاني من مشكلة الإرهاب التي تعاني منها دول عديدة، وليست لديها مشكلة كردية".
وأضاف: "أريد أن أبعث برسالة من هنا إلى العالم، ليست لتركيا أية مشكلة مع مواطنيها الأكراد، يعني لا توجد في تركيا مشكلة كردية"، مشدداً على أن منطقة جنوب غربي البلاد، يوجد فيها مطارات وجامعات ومدارس، شأنها شأن المناطق الأخرى في البلاد.
وانتقد أردوغان، التدخل العسكري الروسي لصالح النظام في سوريا، بذريعة توجيه دعوة التدخل إليه، مضيفًا، “يجب أن نسأل لأولئك الذين تدخلوا في سوريا بزعم تلقيهم دعوة، هل وجهت إليكم جورجيا وأوكرانيا دعوة أيضًا”.
وشدد أردوغان، أن “روسيا لا تواجه داعش، إنما تعمل على إقامة دويلة سورية في اللاذقية ومحيطها”، متهمًا إياها باستهداف التركمان في ريف اللاذقية رغم عدم وجود داعش فيها”.
وأوضح أردوغان، أن “الغاية الأساسية للذين جاءوا إلى سوريا بذريعة محاربة داعش، هي حماية النظام السوري من السقوط”، مضيفًا “العمليات العسكرية الروسية في سوريا تعمق المشاكل في المنطقة”.
وقال أردوغان، إن البحر المتوسط “تحول إلى مكان محزن للجميع، بسبب أزمة الهجرة الممتدة من سواحل المتوسط إلى أوروبا، في وقت اكتسبت فيه التيارات الخطرة مثل الإسلامو فوبيا، والعنصرية، والعداء للأجانب، قوة أكثر تحت تأثير الأزمة الاقتصادية”.
تأتي تصريحات أردوغان وسط تعقيد المشهد الإقليمي والدولي وتشابكه بصورة غير مسبوقة وسط تزايد التهديدات والتدخلات الدولية في ملفات المنطقة بذريعة محاربة الإرهاب.
وأعلنت الرياض واسنطبول مؤخرا عن "مجلس تعاون إستراتيجي" بين البلدين لتنسيق المواقف في المجالات كافة وخاصة الأمنية والعسكرية والاقتصادي.