اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الأخير حول حالة الاتحاد مساء الثلاثاء أن تنظيم "داعش"، "لا يشكل خطرا وجوديا" على الولايات المتحدة.
وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه إن “جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق او مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا”.
و حث الرئيس الامريكي الكونغرس على تمرير قرار يجيز استخدام القوة العسكرية في الحرب ضد تنظيم “داعش”.
وحث أوباما الأمريكيين على عدم “ترديد أكذوبة” أن تنظيم "داعش" ممثل للإسلام، مشيرا إلى أن إرهابيي تنظيم داعش “قتلة ومتعصبون يجب اجتثاثهم ومطاردتهم وتدميرهم”.
وقال محللون، لقد اختار أوباما الابتعاد عن أزمات الشرق الأوسط، والتركيز بدلاً من ذلك، على بعدها الإنساني بحضور لاجئ سوري الخطاب في الكونغرس والذي يحض فيه أوباما بشكل عابر على إنهاء النزاعات.
فيما تصدرت الشؤون الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية، الخطاب، مع الإشارة إلى إنجازات ديبلوماسية كالانفتاح مع كوبا والاتفاق النووي الإيراني.
وأعد خطاب الرئيس الأميركي ليوظف في حشد دعم لمعاهدة شراكة تجارية عبر المحيط الهادئ وتشديد قوانين السلاح في الولايات المتحدة وإغلاق معتقل غوانتانامو الذي يؤوي 103 معتقلين.
ورأى مساعدون لأوباما أن خطابه يقدم رؤية أكثر تفاؤلاً لموقف الولايات المتحدة، مقارنة بواقع أليم يصوره المرشحون الجمهوريون للرئاسة.
ويبدو الابتعاد عن أزمات الشرق الأوسط متعمداً خلافاً لخطابات أوباما السابقة في هذه المناسبة والتي كانت تحضر فيها عملية السلام بقوة إضافة إلى الأزمة السورية التي اقتصر حضورها على اللاجئ السوري رفاعي حمو الذي استضافته أميركا في ولاية ميشيغان، وذلك مثالاً على عدم تهميش اللاجئين وإغلاق الباب في وجوههم.
كما غاب عن خطاب أوباما أمن الخليج والخطر الذي تشكله إيران على المنطقة، ولا عن الاستبداد والقمع الذي تمارسه أنظمة عربية ضد شعوبها بانعدام الديمقراطية والتعذيب وتزوير الانتخابات والهيمنة على السلطات وتهميش الشباب.