"الجارديان": مجلس الأمن لن يستمع للسيسى في المسألة الليبية
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
18-02-2015
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن دعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لقرار أممي يمنح تفويضًا للتدخل العسكري في ليبيا بعد ذبح 21 مصريًّا لن تجدي على ما يبدو آذانا مصغية داخل مجلس الأمن.
و دعت مصر لتدخل دولي في ليبيا بعد شنها ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أعقاب قطع رؤوس 21 مسيحيًّا مصريًّا، لكن لا يحتمل أن تحظى الدعوة بموافقة الغرب.
وقال عبد الفتاح السيسي الثلاثاء (17|2) إنه يرغب في صدور تفويض أممي للتعامل مع الأزمة قائلا: "ليس ثمة خيار آخر، لا سيما في ظل موافقة الحكومة الليبية (يقصد حكومة طبرق) والشعب الليبي، ودعوتهم لنا للتدخل.
وأضاف السيسي في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية: "لن نسمح لهم بقطع رؤوس أبنائنا".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اليوم الأربعاء جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في ليبيا، في وجود وزير الخارجية سامح شكري، لكن دبلوماسيين ذكروا أنه ليس محتملا تمرير قرار جديد.
وأعلنت مصر، للمرة الأولى، الإثنين الماضي، أنها شنت غارة جوية في ليبيا، باستخدام المقاتلة "إف 16" لقصف معسكرات تدريب ومخازن أسلحة لداعش في ليبيا، في أعقاب الغضب من قتل المصريين.
ومنحت مصر من قبل دعمًا سريًّا لقوى موالية للجنرال الليبي خليفة حفتر، كجزء من معسكر "عملية الكرامة" التي تضم حكومة طبرق، المعترف بها دوليًّا.
يذكر أن طرابلس هي مقر حكومة الحاسي المناهضة لحكومة طبرق، وتحظى بدعم الإسلاميين، ومسلحين آخرين.
القتل الجماعي الوحشي لمواطنين مصريين في ليبيا يمثل أول عملية وحشية واسعة النطاق يرتكبها داعش خارج نطاق سوريا والعراق.
اللافت للنظر إشارة السيسي إلى التدخل في ليبيا عام 2011، بقيادة الناتو، ودعم الخليج، والذي انتهى بإطاحة الثوار لمعمر القذافي، لكن الرئيس المصري ذكر أن المهمة لم تنته بعد.
ودعت فرنسا أيضا الأمم المتحدة لتبني "إجراءات" لمواجهة الجهاديين في ليبيا.
واستبعدت إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة، الثلاثاء التدخل دون دعم الأمم المتحدة؛ حيث قال رئيس الوزراء ماتيو رينزي إنه من المهم تجنب "الهيستيريا" بعد "تصريحات متشددة" أدلى بها وزيرًا الدفاع والخارجية الإيطاليين.
وتنشغل إيطاليا إلى حد كبير بموجة من المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط من الساحل الليبي.
وتابع رينزي: "ما يحدث شديد التعقيد، نتابع الأحداث عن كثب، بمشاعر القلق، لكن لا داعي للقفز من "اللامبالاة الكلية إلى الهيستيريا وردود فعل لا معقولة".
وذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنها ستلتقي بشكري ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمناقشة الوضوع في ليبيا في وقت لاحق هذا الأسبوع، لكنها تحدثت فقط عن دعم الاتحاد الأوروبي للجهود الأممية للوصول إلى تسوية سلمية تستهدف استقرار ليبيا.
الحكومة البريطانية أيضا تبدو فاترة بشأن التدخل العسكري في ليبيا، وعبرت عن رغبتها في دعم أوسع نطاقا لمحادثات أممية حول وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وطنية موحدة.
وأخبر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أعضاء مجلس العموم: "ما نواجهه في ليبيا وضع شديد الصعوبة، بوجود العديد من المسلحين، في ظل عدم وجود حكومة ملائمة، ونمو مساحة غير محكومة"، متعهدا ألا تتخلي بريطانيا عن ليبيا.
وعلى نحو مماثل، تبدو الولايات المتحدة حريصة على تجنب تدخل عسكري جديد في ليبيا، بعد قيادة الولايات المتحدة "من الخلف" العملية عام 2011، تاركة الحمل آنذاك على أعضاء الناتو.
من جانبه، عبرت ديبورا جونز، السفيرة الأمريكية في ليبيا، التي يقع مقرها مؤقتًا في تونس عن دعمها القوي للعملية الأممية من أجل التسوية السلمية في البلد الإفريقية، وكتبت في مقال لها بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة الليبية: "مستمرون في دعم حوار الأمم المتحدة، بالرغم من أن إصرار البعض على الضرورة العاجلة لقتال داعش".
ومضت تقول: "تقييمنا هو أن فصيلا واحدًا لا يمكن أن يواجه فحسب التحديات التي تواجه ليبيا، وخلق إجماع وطني يمكن المجتمع الدولي من الشراكة المؤثرة مع ليبيا".
السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل آرون تحدث بصورة مماثلة قائلا: "من المهم جدًا العمل معًا للتعامل مع تهديد الإرهاب والتطرف في ليبيا ومنطقة شمال إفريقيا الأكثر نطاقًا".
وتسعى مصر إلى الحصول على مساعدة دولية لمكافحة جهاديي الدولة الإسلامية الذين يقاتلون في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع غزة وإسرائيل.