قالت صحيفة "العربي الجديد" إن مصدراً سياسياً سورياً، فضل عدم نشر اسمه، كشف لها عن قيام قيادات في جهاز المخابرات المصري بإجراء اتصالات مع قيادات سياسية وأمنية داخل نظام بشار الأسد، في محاولة للتوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية.
وقال المصدر نفسه إن "قيادات جهاز المخابرات المصري يحاولون التوصل إلى صيغة تسمح بإنجاح جلسة الحوار المقرّرة لفصائل المعارضة السورية في القاهرة اليوم الخميس، في ظلّ وجود تباين في الرؤى بين الفصائل، بشأن إمكانية القبول بحلّ، ولو مؤقتاً، يقضي ببقاء بشار الأسد في الحكم".
وكشف أن "قيادات جهاز المخابرات المصري أجرت (أيضاً) اتصالات، وعقدت لقاءات أخرى، مع عدد من ممثلي فصائل المعارضة السورية من أجل الغرض نفسه، وذلك قبل أيام قليلة من اجتماع شخصيات سياسية وممثلين لفصائل المعارضة السورية في القاهرة الخميس للتوافق حول رؤية توقف نزيف الدم السوري".
من جهته، قال عضو "الائتلاف السوري" المعارض هيثم المالح في تصريحات للصحيفة، إن "الائتلاف يرفض بشكل قاطع التحاور مع نظام بشار الأسد". وتساءل "كيف نتحاور مع مجرم بعد هذا العدد الهائل من القتلى، والمشردين الذين وصل عددهم إلى 12 مليون لاجئ سوري".
وأكد المالح أنّ "اجتماع القاهرة الذي يجري التنسيق له منذ شهرين، يهدف إلى وضع ورقة سياسية ترسم مستقبل المعارضة فقط. ولا يتعلق بأي حوار مع نظام بشار، وليس الهدف منه التحاور مع نظام بشار".
وأوضح المالح أن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عرض استضافة الجامعة لحوار الفصائل السورية، غير أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، طلب أن يكون تحت مظلة إحدى منظمات المجتمع المدني، على حد تعبيره، إذ سيُجرى الحوار في مقرّ مجلس الشؤون الخارجية المصري.
من جهة ثانية، قال المالح إن "وزارة الخارجية المصرية لم توجه دعوة للتحالف ككيان"، مؤكداً أنه تم "توجيه الدعوة لشخصيات في "الائتلاف" بالأسماء، وبالتالي لن يمثلوا "الائتلاف" ولن يكونوا مسؤولين عما سيخرج به الاجتماع".
وشدّد على أن "الأشخاص الذين قامت الخارجية المصرية بدعوتهم من الفصائل الأخرى، لا يمثلون ثقلاً في الداخل السوري وليسوا أصحاب قرار".
وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، فضلت عدم نشر اسمها للصحيفة، إن النظام المصري يسعى بدعم خليجي لإيجاد حل عاجل للأزمة السورية، خصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والتمدد الإيراني، من اليمن إلى لبنان، إضافة إلى التواجد العسكري الإيراني في كل من سورية والعراق، وإعادة تطوير علاقة طهران مع حركة "حماس" في قطاع غزة.