درسان يمكن استخلاصهما من الهجمات المسلحة التي هزت باريس في الأسبوع الماضي: ففي الوقت الذي تمكن فيه مركز الأزمات بين الوزارات تحت إشراف وإدارة وزارة الداخلية من تنسيق العمليات بنجاح لتحييد الجهاديين، كان هناك قصور في توقع التهديد بسبب سوء تنظيم جهاز الاستخبارات الداخلي، وفقا لما أوردته نشرة "أنتليجنس أون لاين"، الاستخبارية الفرنسية، في عددها الأخير (727).
وقالت النشرة إن الشبكات الجهادية لا تزال نشطة، لذا، جُند نحو 480 من عملاء وضباط من المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) منذ بداية الأزمة، بما يعادل سدس مجموع عددهم الكلي.
ورغم أن منفذي العملية قضوا نحبهم في هجوم 9 يناير، فإن الاستخبارات المعنية لا تزال مستنفرة، ذلك أن مسؤولين أمنيين واثقون من أن أعضاء آخرين في المجموعة الجهادية المعروفة بـ"خلية بوتيه شومو"، نسبة للمنتزه الذي كان يحتضن اجتماعاتهم، لا يزالون نشطين وأن هناك خلايا أخرى مرتبطة بها.
ويضم مركز الأزمات الذي يتولى عمليات مكافحة الإرهاب، أربع خلايا تتشكل من الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية، وخصوصا مديرة الأمن الداخلي، الدرك الوطني والشرطة الوطنية، فضلا عن الوزارات الأخرى المعنية، بما في ذلك العدالة والنقل.
ففي حين تضع خلية التوقعات خطط طوارئ لمواجهة أحداث جديدة مفترضة، تتركز مهمة خلية الوضع في توفير تحديثات مستمرة لخلية اتخاذ القرار. وأخيرا، فإن خلية الاتصالات تتولى مراقبة وسائل الإعلام التقليدية وتغطية الشبكة الاجتماعية للأحداث ووضع إستراتيجية الاتصالات، وفقا لما أوردته النشرة الاستخبارية الفرنسية
وفي أعقاب العمليتين الناجحتين، كما اعترف التقرير، يدور النقاش الآن عن أخطاء في المخابرات الداخلية أدت إلى تنفيذ عمليتين من أفراد معروفين للسلطات الأمنية، ولم يتم اكتشافهما أو توقعهما مسبقا.