دشنت مشاركة قوة أميركية برية صغيرة في هجوم عسكري مضاد نفذته قوات عشائرية وأخرى نظامية تابعة للجيش العراقي ضد تجمعات تنظيم الدولة الإسلامية، العودة الفعلية للجيش الأميركي إلى القيام بمهام قتالية برية في العراق بعد نحو 3 سنوات على انسحابه رسميا من هذا البلد بنهاية كانون الاول 2011.
وقالت مصادر عسكرية عراقية ميدانية إن القوة الأميركية وقوامها نحو 30 جنديا وضابطا أول، كانت تعمل بجانب المقاتلين العراقيين في الجيش وفي مقاتلي العشائر لمساعدتهم على طرد عناصر التنظيم الإرهابي الذي صاروا على مقربة من قاعدة عين الأسد، غربي الأنبار.
وتدخلت القوة الأميركية وفقا لنفس المصادر في محاولة لإبعاد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عن محيط القاعدة التي يوجد داخلها نحو 100 مستشار أميركي، يتولون تدريب الشرطة وأبناء العشائر وإعداد الخطط الحربية للقوات العراقية.
ويأتي التحرك البري الأميركي على رمزيته اياما قليلة بعد أن اتخذت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول خطوة نحو التفويض بحرب أميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن دون التدخل بقوات أميركية على الأرض، إذ تصدى الديمقراطيون لطموحات الرئيس باراك أوباما في مشروع التدخل البري.
وتعهد أوباما بعدم انخراط الجيش الأميركي في قتال مباشر على الأرض، غير أنه أذن لآلاف من القوات بالعمل كمستشارين للجيش العراقي.
ويقول مراقبون إن المشاركة الأميركية في المواجهة البرية ضد "داعش" تشكل تطورا مفاجئا في الحرب التي تخوضها دول التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق. وهذه المشاركة هي الأولى من نوعها منذ انسحاب الجيش الاميركي من العراق في نهاية العام 2011، إثر رفضت بغداد تجديد اتفاق بقائه على الأراضي العراقية.