رحّبت السعودية بإعلان الإمارات سحب قواتها المتبقية من اليمن، لكنها لا تزال تنتظر ما إذا كانت أبوظبي "جادة" في انسحابها وستوقف دعمها للانفصاليين، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصدر مقرّب من الحكومة السعودية.
وتبنت الرياض راهنا موقف "الترقّب" بعد أن أعلنت الإمارات الثلاثاء انسحابها من اليمن، بعد وقت قصير من شنّ التحالف بقيادة السعودية ضربات جوية قالت إنها استهدفت شحنة أسلحة تابعة للإمارات، وهو ما نفته أبوظبي قائلة إن "لا أسلحة" في الشحنة التي أعلنت أنّها كانت مخصصة لقواتها في هذا البلد.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة: "إنها خطوة جيدة لخفض التصعيد، لكن كيف ستؤثر على الأمور؟". وأضاف "السعودية تريد أن ترى ما إذا كانت الإمارات ستتوقف عن دعم الانفصاليين".
وجاء الانسحاب الإماراتي بعد مهلة 24 ساعة منحتها الحكومة اليمنية والتحالف لأبوظبي لسحب "قواتها" و"منسوبيها" من البلاد.
وجاءت ضربات الثلاثاء بعد أن تقدّمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عبر محافظتي حضرموت والمهرة الجنوبيتين الغنيّتين بالموارد والمتاخمتين لكل من السعودية وسلطنة عُمان مطلع الشهر.
وهو تطوّر يقول خبراء إنه أحرج السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ودعت الرياض مرارا المجلس الانتقالي إلى الانسحاب من الأراضي التي استولى عليها أخيرا وشنّت الجمعة الماضي، بحسب الانفصاليين، ضربات جوية استهدفت مواقع يسيطر عليها الانفصاليون.
وشكّلت التطورات الأخيرة نزاعا جديداً في اليمن بعد أكثر من عقد من الحرب بين التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين أجبروا الحكومة على الخروج من العاصمة صنعاء في عام 2014.
كما هزّ هذا التطور أيضا مفاوضات السلام التي تجريها السعودية مع الحوثيين، ودفع بالتوترات الكامنة مع الإمارات، الجارة والقوة النفطية الشريكة، إلى العلن.
وقال المصدر السعودي "الآن مع الانسحاب يجب أنّ ننتظر ماذا يعني ذلك. لرؤية ما إذا كانوا (الإمارات) جادين في الانسحاب".
ونفت أبوظبي الثلاثاء وقوفها وراء تقدّم الانفصاليين، الذين أكدوا لفرانس برس أنهم غير مستعدين للانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها أخيرا.
وانضمّت الإمارات للتحالف السعودي ضد الحوثيين عام 2015، لكنها سحبت معظم قواتها بعد أربع سنوات، وأبقت فقط على عدد محدود داخل اليمن.