كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن تورط أبوظبي في تعقيد الحرب الأهلية السودانية عبر تزويد قوات "الدعم السريع" بمسيرات حربية وأسلحة عبر دول الجوار، رغم حظر الأمم المتحدة، في وقت تشهد العاصمة الخرطوم تحولاً كبيراً بسيطرة الجنرال البرهان عليها.
وأوضحت المجلة أن الإمارات، التي عقدت تحالفاً مع تشاد لدعم قوات الجنرال حميدتي، تسعى الآن لتعويض التوترات مع نجامينا بالاعتماد على جمهورية إفريقيا الوسطى كمسار جديد لإمداد الأسلحة، وسط اتهامات من قوات الجيش السوداني بتسهيل تشاد نقل المعدات الإماراتية، مما يهدد بامتداد رقعة النزاع إقليمياً.
وتحت عنوان "الإمارات والصين وروسيا وإيران: من يزوّد السودان بالأسلحة في الحرب التي يشهدها؟"، أشارت المجلة إلى أن سيطرة الجنرال البرهان على الخرطوم بعد أسبوع من القتال العنيف لا تعني نهاية الحرب الأهلية، التي تُغذى بتهريب أسلحة واسع النطاق، لافتةً إلى استخدام طرفي النزاع طائرات مسيرة صُنعت في الصين وإيران وصربيا.
وبينما تسيطر قوات البرهان على العاصمة وشرق وشمال السودان، تُهيمن قوات "الدعم السريع" على ولايات في دارفور، وسط تحذيرات من تقسيم البلاد، خاصة بعد إعلان الأخيرة نيتها تشكيل حكومة موازية.
وتُشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 18 ألف ضحية مدنية، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي في مناطق كجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وإلى جانب التصعيد العسكري، تتهم قوات البرهان تشاد بدور محوري في نقل أسلحة إماراتية إلى خصومها، وهو ما تنفيه نجامينا، متهمةً السودان بدعم التمرد على أراضيها.
وتكشف "جون أفريك" أن التوترات مع تشاد دفعت أبوظبي للبحث عن بدائل لوجستية في جمهورية إفريقيا الوسطى، عبر مطاري بانغي وبيراو، لضمان استمرار دعمها لقوات حميدتي، في خطوة تُنذر بتوسع الأزمة إلى دول الجوار، خاصة بعد تهديدات السودان باستهداف مطارات تشادية.
هذا الوضع يضع أبوظبي في مركز الاتهامات الدولية، مع تصاعد المخاوف من تحوّل السودان إلى ساحة صراع إقليمي مفتوحة، تعتمد على شبكة معقدة من التحالفات وتهريب الأسلحة.
اقرأ أيضاً وكالة: الإمارات ممر رئيسي للذهب السوداني خلال فترة الحرب
الخرطوم تحتج على مشاركة أبوظبي في مؤتمر أوروبي حول الأزمة السودانية