ما زالت الصحف البريطانية تفرد صفحات متعددة لملف تنظيم "الدولة الاسلامية" وتفاصيل الحرب عليها. الديلي تليغراف نشرت موضوعا تحت عنوان "مدير الاستخبارات البريطانية يؤكد أن الغرب هو المذنب في سطوع نجم الدولة الاسلامية"، إذ تقول الجريدة إن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6" طالب الادارتين البريطانية والامريكية بالعمل مع ايران على إنهاء الحروب في منطقة الشرق الاوسط.
وتضيف الجريدة إن السير جون سيورز مدير "الإم آي 6" قال في ظهور نادر على وسائل الاعلام إن الفوضى في سوريا وعدم تدخل الغرب لوقف الحرب الاهلية هناك هو ما فتح الباب اما "تنظيم الدولة الاسلامية" الذى وصفه "بالتنظيم الارهابي" ليصبح بهذه القوة. وتضيف الجريدة ان سيورز اكد ضرورة التعاون مع ايران لمعالجة الازمات الراهنة في كل من العراق وسوريا.
وتوضح الجريدة أن قيام "الدولة الاسلامية" بشغل الفراغ الذي كان موجودا في سوريا نتيجة الصراع المسلح اثار الشكوك في جدوى الموقف الغربي بعدم التدخل المباشر لحسم الصراع منذ البداية. وتنقل الجريدة عن سيورز تصريحاته التى قال فيها إن الدرس الذي اتضح بعد التدخل الغربي في افغانستان هو أن الاطاحة بحكومة معينة يمكن ان يتم في اشهر عدة لكن اعادة بناء الدولة تحتاج سنوات عدة.
واضاف سيورز "اذا قررت الا تقوم باعادة البناء كما فعلنا في ليبيا وذلك بسبب ماعانيناه في العراق فان الحال سينتهي بك الى ان تطيح بالحكومة والنظام وتترك الدولة دون اي نظام مكانه".
واستمر سيورز في سرد رؤيته قائلا "اما اذا لم تتدخل على الاطلاق فسينتهي بك المطاف الى وضح مثل ما نراه الان في سوريا..وهو ازمة حقيقية".
وتقول الجريدة إن ذلك يتزامن مع دخول فرنسا في التحالف الامريكي لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" وقيامها بالمشاركة في الهجمات الجوية على مواقعها بينما بريطانيا ما زالت لم تقدم على تلك الخطوة. وتوضح الجريدة ان روري ستيوارت رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني طالب الحكومة في لندن بعدم التسرع في هذا الصدد. وتنقل الجريدة عن ستيوارت قوله "هناك سؤال معقد عن سبب قيامنا بالمشاركة في الغارات الجوية وهو هل نفعل ذلك لاسباب ديبلوماسية للحفاظ على صداقتنا للولايات المتحدة الامريكية ام لانها ستكون مؤثرة على الارض؟".