تشهد العاصمة اليمنية صنعاء منذ الصباح اشتباكات وصفت بالشرسة بين قوات الجيش اليمني في أكثر من منطقة بين قوات الجيش المدعوم باللجان الشعبية، وجماعة الحوثي المتمردة.
أسفرت حصيلتها الأولية عن مقتل أكثر من 75 حوثياً وجنديين من قوات الجيش اليمني، بحسب مصادر طبية.
وتجري أعنف هذه المواجهات في الحي الشمالي للعاصمة وبالتحديد في شارع الثلاثين وتبة الأحمر وهي موقع عسكري تابع للجيش.
وقامت جماعة الحوثي المسلحة أيضاً قبل قليل بمهاجمة نقطة عسكرية بالقرب من مطار صنعاء الدولي واستولت على دبابة تابعة لأفراد من الجيش اليمني واتجهوا بها لمبنى التلفزيون، لتسفر الاشتباكات عن مقتل جنديين من الجيش وعدد من جماعة الحوثي لم يعرف عددهم حتى كتابة هذا الخبر.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجيش اليمني بعث بتعزيزات لقواته لتأمين مبنى التلفزيون ودحر جماعة الحوثي.
وأفاد شهود عيان أن المسلحين الحوثيين شنوا هجوماً الليلة على نقطة "الحتارش" العسكرية، شمال شرق العاصمة واستولوا عليها بالكامل.
ويشن الحوثيون أكبر هجوم على مواقع ومقار حكومية، في العاصمة صنعاء، بعد مواجهات عنيفة في شارع الثلاثين وفي منطقة شملان شمال غرب صنعاء.
هذا وصرح مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا بأنه واستمرارا للأعمال العدوانية التي تمارسها العناصر الحوثية منذ مطلع الأسبوع الجاري، فقد قامت هذه العناصر مساء اليوم بالاعتداء على نقاط الأمن والجيش في حي شملان وشارع الستين واستولت على تلك النقاط.
وقال المصدر :" إن العناصر الحوثية قامت في الوقت نفسه بإطلاق النار من مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مبنى التلفزيون الرسمي في منطقة الجراف".
وأضاف :" واللجنة الأمنية العليا إذ تحذر العناصر الحوثية وتطالبها بإخلاء النقاط والمواقع التي استولت عليها والعودة إلى مخيماتها والالتزام بالنظام والقانون بما لا يهدد الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن والمواطنين .. فإنها تؤكد في ذات الوقت أن الأجهزة الأمنية والعسكرية ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ووفقا لما هو مخولا لها دستورا وقانونا لاستعادة تلك النقاط والمواقع التي تعمل على حفظ أمن المواطنين في المناطق والأحياء السكنية التي تتواجد فيها".
سياسياً يواصل المبعوث الأممي جمال بن عمر والوفد الرئاسي اليمني المرافق له مباحثاتهم مع زعيم جماعة الحوثي المتمردة عبدالملك الحوثي، في محافظة صعدة شمال اليمن والتي تعد المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين.
وأفاد مصدر مطلع بأنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع زعيم جماعة الحوثيين، بعد يومين من المفاوضات المستمرة.
وأشار المصدر إلى أن المتفاوضين توصلوا الآن إلى اتفاق إزاء عددا من المطالب والقضايا، فيما لا يزال الخلاف حول عدد آخر، موضحا أنه تم الاتفاق على تشكيل حكومة في غضون48 ساعة من توقيع الاتفاق، وأن الحوثيون يطالبون بضمانات لإشراكهم في الحكومة القادمة .
وأوضح المصدر أن المتفاوضين مع زعيم الحوثيين اتفقوا أيضا على تخفيض جديد في أسعار المشتقات النفطية قدره 500 ريال على أن تتولى الحكومة القادمة دراسة بدائل لقرار رفع الدعم ، منوها إلى أن موعد رفع مخيمات الاعتصام وتسليم سلاح الحوثي ووضع عمران والجوف ابرز نقاط الخلاف .
وحول تسليم السلاح قال المصدر أن الحوثيون اشترطوا لتسليم سلاحهم أن تسلم الجماعات المسلحة الأخرى سلاحها، وبالنسبة للمخيمات قال المصدر أن الوفد المفاوض مصر على رفعها كاملة بعد توقيع الاتفاق والحوثيون مصرون على رفعها بشكل تدريحي .
ولفت إلى أن الحوثي لا زال معترض على إدخال أحداث عمران والجوف ضمن الاتفاق المرتقب والمفاوضون يؤكدون على أن يتضمن الاتفاق وقف مواجهات الجوف وتسليم عمران للدولة.