أعلنت المؤسسات العاملة لفلسطين في أوروبا عن بدء تحرك عاجل يشمل المناطق المطلة على البحر والتي وصل إليها بعض أبناء الشعب الفلسطيني القادمين من قطاع غزة عبر البحر، والذين قادتهم الظروف القاسية بعد الحرب إلى المخاطرة بحياتهم وركوب البحر، هروباً من الموت وبحثاً عن الأمان.
وذكر بيان لمؤتمر فلسطينيين أوروبا اليوم الثلاثاء (16|9) أرسلت نسخة منه لـ "قدس برس"، أن وفدا من المؤتمر توجه إلى صقلية لتفقد أحوال الناجين والوقوف عن قرب على حقيقة الوضع، ويضم الوفد زياد العلول رئيس المنتدى في بريطانيا ومحمد حنون رئيس التجمع الفلسطيني في ايطاليا. وسيقوم الوفد بمعاينة الوضع والوقوف على الحاجيات في عين المكان والتواصل مع الجهات الرسمية في محاوله لتقصي المعلومات وتزويد الأهالي بها.
كما سيتوجه وفد إلى اليونان لزيارة الناجين في مستشفيات اليونان وتقديم العون اللازم لهم، فيما سيتم البحث في امكانية نقل الجثث وإجراءات الدفن لمن قضى في هذه المأساة. اضافة الي وفد من الدول اللاسكندنافيه ممثلا بمحمد ابوالهيجا من مركز العدالة بالسويد ومحمد سلامه ممثلا للمنتدي الفلسطيني بالدنمارك، سيتوجه الي جزيرة مالطا حيث بعض الناجين والضحايا.
هذا وقد شُكلت خلية أزمة لمتابعة ومواجهة المستجدات تضم ممثلين عن هذه المؤسسات وعلى رأسها الأمانة العامة لفلسطيني أوروبا.
وكان مركب يحمل عدداً كبيراً من الغزيين انطلق مساء السبت (6|9)، من الاسكندرية باتجاه الشواطئ الايطالية، ويحمل على متنه 400 راكب، العشرات منهم من غزة، وتعرض القارب يوم الأربعاء لاصطدام متعمد من سفينة شحن على متنها 6 أشخاص.
فيما نقلت السلطات المصرية أن هناك قاربا غرق مساء الجمعة (12|9) على متنه عدد من الفلسطينين، تقول السلطات المصرية إن من الوفيات 15 فلسطيني، بينما خرج القارب الثالث من بنغازي الليبية السبت الماضي، وكان القارب أقرب للمياه الاقليمية الليبية، وعلى متنه عدد قليل من سكان غزة نحو 10 إلى 15 فيما انقطع الاتصال بالقارب منذ تلك اللحظة.
وأكد رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول أن المعلومات عن غرقى السفن التي تقل عددا مئات المهاجرين الفلسطينيين والسوريين والأفارقة من الاسطندرية إلى اليونان، لا زالت شحيحة، وأنه لا توجد حتى الآن معلومات دقيقة عن عدد الغرقى إلا أنه أشار إلى أن بعض المصادر الإيطالية تتحدث عن غرق نحو 700 مهاجر دون معرفة التفاصيل.
وذكر العالول، الذي ذهب إلى صقلية لمتابعة أوضاع اللاجئين ومعرفة مصير الغرقى، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن السلطات الإيطالية وعدتهم بأن تكشف لهم بعض المعلومات عما جرى للسفينة المصرية في الشواطئ الايطالية، وأشار إلى أن المعطيات المتوفرة لديه تشير إلى أن الأمر يتعلق بأكثر من سفينة وأن عددا قليلا نجا من الغرق من الفلسطينيين والسوريين والأفارقة.
وكانت السفارة الفلسطينية في اليونان قد أعلنت أن سفينة المهاجرين التي كانت تقل أكثر من 400 شخص غالبيتهم فلسطينيون من سكان قطاع غزة، تعرَّضت للإغراق عمدًا مساء الأربعاء الماضي (10|9).
وذكر بيانٌ للسفارة اليوم الثلاثاء (16|9)، أن السفينة تعرَّضت للإغراق عمدًا، في إطار ما وصفته بـ "تنافس عصابات الموت والمهربين".
وأوضحت أن سفينة مصرية تحمل اسم سفينة "الحاج رزق" ارتطمت بسفينة المهاجرين وأغرقتها في حدود المياه الإقليمية المالطية (على بعد 120 ميلاً بحريًّا من الشواطئ الإيطالية) بعد أن كانت انطلقت من شواطئ الإسكندرية شمال مصر بترتيبات من "مهرب" يدعى "أبو حمادة".