نشر مركز مناصرة معتقلي الإمارات تسجيلاً مصوراً لمعتقل سابق يروي الأثر لمعتقل الرأي "خليفة ربيعة" في سجن الوثبة بأبوظبي.

وجاء في مقدمة الفيديو للمعتقل السابق مروان محمد، "حين آثرت الأرواح طريق الإصلاح والبناء، تركت أثرًا لا يُنسى حتى في أشد الأوقات مرارة".

وأضاف " في عنبر الأمنيين المعروف بعنبر9 قابلت خليفة ربيعة بصوته الهادئ وبسمته اللطيفة"، مضيفاً "قابلته بعد صلاة الظهر كانت أول صلاة لي بين المظلومين أولئك الذين يؤذيهم ظلم المجتمع الذي ألقى سمعه للجلاد الذي استخفهم أكثر من ظلم الجلاد نفسه".

ويضيف مروان: "يقول حكيم إن السجن بلا يجب إداراته، وإدارة هذا البلاء حساسة جداً فهناك المشاعر متقلبة قلقة والنفوس متشوقة بعد طول سكون لأي حدث وكل يدير بلاءه بطريقته وكان خليفة ربيعة منشغلاً بإدارة بلاء المجتمع المصغر الذي نعيش فيه".

وتابع: "منذ الأسابيع الأولى لفتني تجمع عدد من الشباب أمام غرفة خليفة ممسكين بمصاحفهم يتجاذبون الحديث فيما بينهم بسماتهم لا تغيب باختلاف افكارهم ونظراتهم كان خليفة بالقرآن يجمعهم".

وأردف: "أدار خليفة البلاء بالقرآن الكريم، فكان يجتمع عنده الشباب باختلاف توجهاتهم كأنهم يرمون اختلافاتهم على عتبات القرآن، وكان هذا ملمحاً ذكياً أن تتجاوز ما قد يحصل في ذلك المكان الضيق وتنتقل بشبابه إلى مكان آخر وأين تجد أرحب من القرآن".

وواصل "انشغل الشباب وبعض الكبار بالحفظ على يدي خليفة، كان متنفساً فعالاً تنبه له خليفة، لم يتبين أثره إلا بعد أن نقل إلى سجن الرزين".

وتابع بالقول: :هذا الفعل كان له عظيم الأثر في عنبرنا إذ بعد ذهابه وانصرافه كلّ إلى شأنه، وشأن من يوافقه في رأي أو آراء، كثرت الاحتقانات وعظمت في النفوس الاختلافات وانشغل من كان يشغله الحفظ بشؤون السجن، فضعفت العزيمة، وخارت القوى استحضرت لحظة خليفة حيتها".

وأضاف "إن رجلاً يجمع شتاتاً في مكان ملؤه البؤس لرجل أوتي حكمة، ومن أوتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وبعده بمده، بعد أن أيقن كل أحد، أن البلاء ليخف يجب أن نجتمع فكان ذلك، وماكنت إلا توفيقاً محضاَ من الله وبركة من آثار الطيب خليفة ربيعة ولكل من سجن السجون تحيتي ولهم على طول السنين سلامي".

واختتم حديثه: "كان خليفة دائماً إمامنا في صلاة المغرب، قراءته العذبة لا تفارق سمعك، جلساته الممتعة لا تفارق بصرك، حواراته الهادفة، لا تتوقف أبداً، سلاماً على روحك أبا عمر في الصابرين، نزجي لك سلاماً بكل حب وندعو الله لك بكل ود، عسى يجمعك الله بأهلك قريباً فتكون لهم خير أب كما كنت لنا خير أخ.. صديقك في سجن الوثبة مروان محمد".

وترفض سلطات أمن الدولة، الافراج عن خليفة ربيعة بعد انقضاء فترة محكوميته منذ يوم 23 يوليو 2018.

ويأتي تمديد اعتقال ربيعة بما تسميه السلطات الأمنية “مراكز مناصحة” تحت ذريعة “الخطورة الإرهابية” دون سند قانوني واضح ومحدد ودون سقف زمني ودون تمكينه من الحق في الطعن ضد القرار.

واعتقل جهاز أمن الدولة الناشط خليفة ربيعة يوم 23 يوليو 2013 من منزله بسبب نشره لتغريدات على تويتر دفاعا عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وعن ما يعرف بمجموعة الإمارات 94 وسماهم ” بأحرار الإمارات “.

ويقبع ربيعة حالياً في سجن الرزين سيء السمعة والصيت، تعرض خلالها لعدة انتهاكات من سوء معاملة وحرمان من حضور جنازة والدته التي توفيت بتاريخ 8 يوليو 2014 كما يحرم إلى اليوم من رؤية مولدته التي ولدت بعد اعتقاله بتاريخ 16 مارس 2014.