شرت صحيفة " الأخبار" اللبانية، المقربة من حزب الله، ما قالت أنه محضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس حركة حماس وبحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ومن أهم ما جاء في المحضر، توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالشكوى لأمير قطر من "سياسة حماس نحو السلطة"، فيقول:" قبل الانقلاب كانوا متفقين مع دحلان على الانقلاب، وقبل شهرين طلبوا منه المغادرة، وقالوا له: نستطيع تنفيذ الانقلاب وحدنا، فخرج هو وجماعته، وحتى الآن بينهم تعاون، أقاموا عرسا جماعيا مشتركا والأموال من الإمارات، واستقبلهم دحلان في الامارات ومعهم إخوان مسلمون واتفقوا على إقامة مشاريع مشتركة بأموال إماراتية، وأرسلت الإمارات مستشفى ميدانيا وسلموه لاتباع دحلان، وهذه «صورة» تجمع أحد شيوخ الامارات مع أشخاص من حماس والجهاد، ماذا يعني هذا؟! لماذا التعامل والتعاون مع محمد دحلان؟! ما من نيات طيبة عند حماس. لا يمكن أن أعمل معهم بهذا الشكل، ولا أريد أن أبقى طربوشا. التجربة معهم تقول إن لا ثقة فيهم"، على حد وصفه.
ويعود أبو مازن، و يقول:"كثير من الدول العربية طلبت مني تهميشهم وإخراجهم من المشهد (يقصد تهميش حماس)، السعودية ومصر والإمارات والأردن وآخرون اعترضوا على مصالحتي مع حماس، وأبلغت العرب أنني ماضٍ في اتمام المصالحة".
رد خالد مشعل على اتهامات عباس:" شرحت لك قضية دحلان أكثر من مرة، وخسئ أن يضع أحدنا يده بيديه، أما أن الإمارات ترسل مساعدات عن طريقه فأهلاً وسهلاً، فأنت تعرف أن أهل غزة في مجاعة"، حسب نص المحضر.
أجاب أبو مازن:" العلاقة بيننا هي حتى الآن بلا أساس، لا أريد العودة إلى الماضي، فقد شرحت لسموّ الأمير كل ما حصل منكم منذ عام 2006، والألغام التي وضعتموها لي، ونفذتم الانقلاب بالاتفاق مع دحلان، وحتى الآن لكم علاقة معه، وتعملون معه بأموال الإمارات"، على حد زعمه.
وكان من أبرز تدخلات أمير قطر في الحوار بين عباس ومشعل، موجها حديثه لعباس:" هناك ضغوط على قطر بسبب وجود حماس عندنا، لكن هذا أكبر شرف لنا مهما كانت حماس... أميركا والعرب "شانين" علينا حملة لأجل حماس موجودة عندنا، وأنا أقول هذا شرف لنا".
يشار أنه من غير العادة أن تنشر السلطة الفلسطينية محاضر اجتماعات لها، ولكن يأتي هذا النشر للضغط على حماس، إذ قبل يومين صدر بيان رسمي عن حركة فتح التي تحكم الضفة الغربية شديد اللهجة ضد حماس بعد أجواء التفاؤل التي سادت بتعزيز الوحدة الوطنية في أعقاب العدوان الأخير على غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوطلب من عباس أن يختار بين إسرائيل وحماس، فإذا اختار إسرائيل فإنه نتنياهو سيسرع بالتسويه مع عباس، ويرى مراقبون أن صدور البيان وتسريب المحضر وحملة اعتقالات في صفوف حماس في الضفة قبل يومين، يعني أن عباس اختار التخلي عن حماس، والتصعيد مع محمد دحلان وأطراف عربية، منها دولة الإمارات التي أخذ مسؤولو السلطة توجيه مزيد من الاتهامات المبطنة لها مؤخرا، وهذه هي أول مرة يتم انتقاد الإمارات بصورة علنية ورسمية بهذه الفجاجة الدبوماسية.