زعمت صحيفة القدس اللندنية، في مقالها الإفتتاحي، عن وقوف الإمارات وراء هجوم الكلية العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، والهجوم الأخر ضد جنود كانوا يؤدون الصلاة في مسجد ثكنتهم العسكرية في مدينة مأرب اليمنية.
وقالت الصحية، إن الهجومين المنفصلين بنحو أسبوعين، استخدمت في الهجوم الأول طائرة مسيّرة، كما تمّت المقتلة الثانية بطائرة مسيّرة أيضاً إضافة إلى صاروخ باليستي موجّه
وقتل في الهجوم الأول 30 طالبا وجرح 33 آخرون ممن كانوا يقومون بعملية الجمع المسائي في الباحة الرئيسية للكلية استعدادا للدخول إلى عنابرهم قبل تعرّض الباحة إلى قصف جوّي، فيما بلغت حصيلة هجوم مأرب من 116 مجندا قتيلا وإصابة 80 آخرين.
وبعد اتهام ما يسمى «الجيش الوطني الليبي» الذي يديره الجنرال خليفة حفتر، توجّهت الاتهامات إلى من يديرون الجنرال وجيشه في أبوظبي، بحسب الصحيفة.
ولم يتردد غسان سلامة، المندوب الأممي إلى ليبيا، في التلميح إلى الإمارات بقوله إن من نفذ الهجوم كان دولة «مساندة» لحفتر بقصف الكلية منتقدا «عدم قدرة مجلس الأمن على إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا»
وبعكس ليبيا ففي اليمن، كان اتجاه الاتهام الأول هو الحوثيين، حيث سارعت الحكومة الشرعيّة اليمنية باتهامهم واعتبار الهجوم انتقاما إيرانيا لمقتل الجنرال قاسم سليماني.
ما لبثت الشكوك أن حامت حول هذا الاتهام، فقد سكت الحوثيون عن التعليق، كما لو أنهم لا يريدون تفويت فرصة الادعاء بقدراتهم العسكرية، وهو أمر تم استخدامه، من دون نجاح كبير، في زعم المسؤولية عن قضايا أكبر مثل الهجمات على ناقلات نفط في الخليج العربي، ثم جاء تصريح لوزير الداخلية اليمني نائب رئيس الوزراء، أحمد الميسري، ليوجّه البوصلة باتجاه آخر مطالبا «التحالف العربي» بتوضيح ما حدث في الهجوم على الثكنة المذكورة، لأن التحالف «هو من يملك الأجواء». بحسب الصحيفة.
وجاء بعد ذلك قائد اللواء الرابع للحكومة، العميد مهران محمد سعيد القباطي، فانتقل درجة من سؤال وزير الداخلية للتحالف لـ«توضيح» ملابسات المجزرة، إلى التشكيك في الجهة التي تقف وراء عملية قصف المعسكر التدريبي مطالبا «أهل الاختصاص» بالتحقيق لمعرفة الجهة التي كانت وراء «العدوان الغادر» منهيا تصريحه بالقول: «نعرف عدونا جيدا»، في إشارة واضحة إلى وجود شكوك حول الجهة الحقيقية التي وقفت وراء الهجوم.
رغم التصريحات الواضحة أحيانا، من قبل مسؤولي الشرعية اليمنية إلى الدور الخبيث الذي تلعبه أبوظبي في اليمن، فإن موضوع المجزرة الكبيرة في مأرب ظل مفتوحا للتلميح فحسب، وفق تعبير الصحيفة.
وأضافت" لا المسؤولون يملكون دليلا دامغا يمكنهم إبرازه ضد أبو ظبي، ولا الحوثيون يرغبون في إنكار التهمة كلّيا وهم الذين سبق لهم قبول ادعاءات لا تتناسب مع حجمهم الحقيقي، ولا السعودية ترغب فعليا في كشف مثالب «حليفها» الإماراتي لما يعنيه ذلك من تلاعبه واستهزائه بحكاية «التحالف».
وتقول الصحيفة إن الإشارات المنطقية تقول إن الهجوم على طلاب الكلية العسكرية في طرابلس ليلة السبت 4 يناير 2019، كان «بروفة» قام بها «العقل المدبر» للثورات المضادة العربية في أبوظبي، وأن «نجاحه» في الحادثة الليبية، جعله يكرّر ذلك في ليلة السبت 18 يناير 2019 ليقتل عددا أكبر بكثير من الجنود المحسوبين على حلفائه في «التحالف»، وليزيد بذلك عداد المجازر التي ينفّذها في مشارق ومغارب المنطقة العربية.