اعتبر رئيس حزب "الأمة" السوداني المعارض، مبارك الفاضل المهدي، أن اعتماد الحكومة على هبات تأمل في الحصول عليها من السعودية والإمارات دون وجود تعاقد حقيقي حولها، يشكل "خطرا" على سلامة الموازنة العامة للبلاد.
وقال المهدي، في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم، "بلغت قيمة الهبات المقدرة في الموازنة العامة 2.8 مليار دولار، وشكلت نسبة 27 بالمئة من الإيرادات الكلية بالموازنة، وهي غالبا بترول وقمح تأمل الحكومة الحصول عليها من السعودية والإمارات".
وأضاف أن "الاعتماد على هبات السعودية والإمارات دون تعاقد حقيقي أمر جد خطير على سلامة الموازنة".
وأشار المهدي، إلى أنه إضافة إلى الهبات السعودية والإماراتية، فإن الموازنة العامة تعتمد بنسبة 35 بالمئة من الإيرادات القومية على مصادر خارجية.
وحذر من أن ذلك يجعل الحكومة "لا تستطيع التحكم في مصادر الإيرادات، ولا تضمن وصولها".
من ناحية أخرى، دعا المهدي، الحكومة الى رفع الدعم عن الوقود، الذي اعتبره "هدرا للموارد واستمراره مستحيل".
وشدد على ضرورة تحقيق الوفاق السياسي والوحدة الوطنية، لأنهما من أهم عوامل الاستقرار الاقتصادي وتجاوز السودان لأزمته الحالية.
وفي 30 ديسمبر الماضي، أجاز مجلسا السيادة والوزراء الانتقاليين، الموازنة العامة للعام 2020، وأجلا رفع الدعم عن السلع والمحروقات لحين عقد مؤتمر يدرس الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، في مارس المقبل.
وتبلغ الإيرادات المتوقعة في الموازنة، 568.3 مليار جنيه (قرابة 12.59 مليار دولار)، والمصروفات 584.4 مليار جنيه (نحو 12.95 مليار دولار)، فيما يبلغ العجز 16.1 مليار جنيه (نحو 360 مليون دولار).
وتواجه الحكومة الانتقالية، التي باشرت مهامها في أغسطس الماضي، برئاسة عبد الله حمدوك، عددا من الصعوبات الاقتصادية واختلالات كبيرة في المالية العامة والحسابات الخارجية والتضخم وغيره.
يأتي ذلك فيما تعاني البلاد من أزمات اقتصادية متجددة، ونقص في وفرة عديد السلع الرئيسة كالخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية .