لم تكد تمر ساعات على تصريحات لمحمد بن زايد اعتبرها مراقبون أنها موجهة للسعودية، طالب فيها بثمن تفجير مأرب الذي ذهب ضحيته العشرات من مواطني رأس الخيمة العاملين في القوات المسلحة.
وبعد الثمن الذي ألمح إليه بتسويغ ما فعله المجلس الانتقالي من انقلاب في عدن، جا بيان سعودي حازم ضيق المناورة أمام أبوظبي تماما وجعلها أمام خيار: القتال أو الاستجابة للأوامر السعودية، بحسب مراقبين.
السعودية تدافع عن حكومة اليمن في وجه الانفصاليين المدعومين من الإمارات - Reutersففي وقت مبكر من فجر اليوم، دعت السعودية الانفصاليين الجنوبيين باليمن إلى التخلي عن السيطرة على مدينة عدن وعبرت عن دعمها للحكومة وذلك في مؤشر على اتساع هوة خلافها مع حليفتها الوثيقة الإمارات.
السعودية تدافع عن حكومة اليمن في وجه الانفصاليين المدعومين من الإمارات - Reutersوفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، رفضت المملكة أي ”واقع جديد“ يفرض بالقوة في الجنوب، وقالت إن أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن تمثل تهديدا لأمن المملكة ”ستتعامل معه بكل حزم“.
وتستضيف السعودية، التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، محادثات غير مباشرة بين الانفصاليين المدعومين من الإمارات ومسؤولين من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لحل الأزمة التي فتحت جبهة جديدة في الحرب اليمنية.
والانفصاليون جزء من التحالف الذي تدخل في اليمن في مارس آذار 2015 لإعادة حكومة هادي للسلطة بعدما أخرجها الحوثيون من العاصمة في أواخر 2014.
لكن الانفصاليين يسعون للاستقلال وانقلبوا على الحكومة في مطلع أغسطس وسيطروا على عدن مقر الحكومة المؤقت، واشتبكوا أيضا مع قوات الحكومة في مناطق أخرى بالجنوب في إطار مسعاهم لبسط نفوذهم.
ونظم الانفصاليون يوم الخميس مسيرة في عدن حيث تجمع آلاف اليمنيين دعما للإمارات.
وقال منظمو المسيرة إنهم يريدون أن يظهروا ولاءهم للإمارات، ثاني أكبر قوة بالتحالف، والتي تدخلت علنا لدعم الانفصاليين بشن ضربات جوية على قوات الحكومة الأسبوع الماضي عندما سعت لاسترداد عدن وأجبرتها على الانسحاب.
وطلبت حكومة هادي من الإمارات صراحة وقف دعمها للانفصاليين. وردت أبوظبي بانتقاد حكومة هادي ووصفتها بالضعف وعدم الفاعلية.
يشار أن أبوظبي تراجعت عن انسحابها الجزئي من اليمن وأعادت نحو 70 مدرعة إلى معسكر للانفصاليين في عدن في دعم صريح للانقلاب ورفض للموقف السعودي الذي سيختلف بعد البيان "القوي" على حد وصف المراقبين.