دشّن وزير ما بات يعرف بالتسامح، الشيخ "نهيان بن مبارك آل نهيان"، موقع كنيسة ودير صير بني ياس أول موقع مسيحي يتم اكتشافه في البلاد، بعد انتهاء عمليات ترميم الموقع وتجهيزه من قبل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.
ويعود بناء الكنيسة إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين، كما أنها استمرت بالازدهار حتى بعد انتشار الدين الإسلامي في المنطقة، وقد تم اكتشاف مباني الموقع عام 1992، حسبما أشارت وكالة الأنباء الرسمية "وام".
وتبع عملية الاكتشاف العديد من أعمال التنقيب لاستكشاف المهاجع الشرقية والشمالية بالدير والكنيسة والسور المحيط والمنازل ذات الفناء، وفي عام 1994 ثبت أن المخطط المعماري للموقع يعود لكنيسة، إذ عثر على أول صلبان مصنوعة من الجص.
وأشار "نهيان بن مبارك آل نهيان" إلى الاهتمام الـ"كبير" الذي تلقاه "موقع الكنيسة ودير صير بني ياس من قبل المغفور له الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان"، الذي أمر بالحفاظ على الموقع وترميمه، فور ظهور الدلائل الأولى على وجود آثار مسيحية في الجزيرة، بحسب ما ذكرته الوكالة.
ولفت إلى إعطاء الموقع الأثري فرصة لفهم التاريخ القديم من منظور جديد مبني على التسامح وقبول التنوع الإنساني، والذي تزامن مع عام التسامح الذي "انطلق هذا العام مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للدولة".
وبين الاهتمام بالكنائس والإهمال في المساجد، ففي 9سبتمبر 2018 أعلنت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن اكتشاف أقدم مسجد في مدينة العين، إذ يعمل علماء الآثار بالدائرة على دراسة الاكتشاف الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1000 عام مضت، لكن المسجد لم يحظى من الاهتمام والرعاية والترميم، كما حظيت الكنيسة المزعومة بالاكتشاف.
وحيال ذلك، يرى مراقبون أن أبوظبي تواصل في ذلك من رسم سياستها وفقا لما يلبي رغباتها الخاصة أمام الغرب في تغطية سجلها الحقوقي الأسود، والانتهاكات التي ترتكب بحق السجناء معتقلي الرأي فضلاً عن كوارث الحروب التي تغذيها في العالم العربي.
الصورة الأولى توضح الاهتمام بموقع الكنيسة الأثري والأخرى لأقدم مسجد في الإمارات.