قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، إن هناك 10 دول تتدخل في ليبيا بينها مصر والإمارات، مشيراً إلى أنه يعمل مع الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ويبلغه التطورات بشأنها، كي يبلغ مجلس الأمن إياها لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
وأضاف سلامة في مقابلة مع قناة "الجزيرة" مساء الأربعاء (27|3)، أن هناك دولاً خارجية مستمرة في إرسال السلاح إلى داخل ليبيا، رغم المناشدات المتكررة لوقف هذه العمليات التي تسهم في زعزعة الاستقرار.
واعتبر المبعوث الأممي أن عدم ضمان وقف إطلاق النار ليس دليلاً على فشل العملية السياسية في ليبيا، التي أكد إحراز تقدم فيها، مشيراً إلى عدة قفزات في هذا الصدد، منها "الاجتماعات المشتركة بين أعضاء من مجلسي النواب والدولة، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس، وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية، ومعالجة مشكلة الهلال النفطي في يونيو 2018، واستئناف الإنتاج بحقل الشرارة النفطي".
وشدد سلامة على أهمية استغلال هذا التقدم التراكمي في ليبيا، داعياً الليبيين إلى انتهاز فرص تجديد الدم بمؤسسات الدولة، لكنه نبَّه إلى أن هناك مشكلات كبيرة تتطلب معالجتها.
وذكر سلامة أن "هناك ترسانة تركها القذافي بأكثر من 10 ملايين قطعة سلاح"، ولفت إلى أن النزاع في ليبيا يختلف عن مناطق أخرى، وهو نزاع على الثروة وليس على الأيديولوجيا، كما أنه لا يوجد هناك انقسام (عمودي) بشأنها داخل مجلس الأمن كما هو الحال في سوريا".
ورفض سلامة، الاتهامات الموجَّهة إلى دور الأمم المتحدة وفشلها في ليبيا، وقال: "لقد أعدنا الهدوء إلى طرابلس، ووقف إطلاق النار في طرابلس ما زال محترَماً حتى اليوم".
وأشار إلى أنه "ليست هناك أي ضمانات لحفظ الاستقرار؛ نظراً إلى استمرار انتشار وتدفُّق السلاح إلى البلاد"، مؤكداً أنه يسعى إلى بناء دولة في ليبيا، و"لن يخون" أفكاره، وأنه لم يأتِ إلى ليبيا "لتمرير صفقات".
فساد ومليونير كلَّ يوم
وفتح سلامة، النار على الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا، موضحاً أن "هناك مليونيراً جديداً كل يوم، في وقت تتقلص الطبقة الوسطى يوماً بعد آخر".
واتهم المبعوث الأممي الطبقة السياسية بأن "لديها كماً كبيراً من الفساد يندى له الجبين"، موضحاً أن "هناك من يجني ثروات طائلة من المناصب، يجري استثمارها خارج ليبيا".
وأضاف: "ما نراه في ليبيا أمر مؤسف، يستولون على المال العام ثم يوظفونه في الخارج"، لافتاً إلى أنه لا يريد أن "يطمئن الفئة الحاكمة في ليبيا، والتي لديها مستوى عالٍ من الفساد"، معتبرًا أنه "آن الأوان أن يكف كل طرف عن التمسك بالمنصب الذي يمكّنه من اقتناء الثروة".
ويشار إلى أن سلامة يعمل منذ يونيو 2017، مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في ليبيا الغنية بالنفط، والتي تعاني منذ عام 2011 صراعاً شرساً على السلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً في طرابلس (غرب)، وحفتر الذي يدعمه مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).
يشار أن مجلس الأمن يتهم أبوظبي بإرسال السلاح لمجرم الحرب خليفة حفتر، فيما تفيد وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن تعلم أن الإمارات تقوم بدور سلبي في ليبيا وسبق أن طالبتها بوقف تدخلاتها في هذا البلد وخاصة في عهد أوباما.