أكدت ندوة حقوقية، نجاح دولة الإمارات العربية، في مواجهة تنامي ظاهرة التنظيمات التكفيرية، بحلول "غير تقليدية" ساهمت في الحد من تلك الظاهرة والسيطرة عليها.
وقال مشاركون في ندوة حول تنامي ظاهرة التنظيمات التكفيرية المتشددة بالمنطقة العربية، عقدت في دبي، الأحد (3|8)، إن "هذه الجماعات تعيش في حالة لا وعي، وتتسلل إلى الشباب عبر وسائل إلكترونية، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدّر الكراهية إلى الدول العربية كافة".
من جهته، اعتبر الباحث السياسي هاني نسيرة، وأحد المشاركين في الندوة، أننا "نواجه جماعات تعيش في غيبة مكانية وزمانية، خارج هذا العصر، وتعادي تطور التاريخ والحضارة الإسلامية".
وأشار إلى أن تنظيمات، مثل داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، تدعو على جهل إلى ما يعرف بدار الخلافة، على الرغم من أنهم لا يعرفون شيئاً عن مفهوم الخلافة، ولا يعتبرون أن كل الدول العربية دور مسلمين، لذا تراهم يعيثون قتلاً وتخريباً وتكفيراً في الناس".
وأشار إلى أن "ما يحدث الآن يقارب الفترة التي شهدت هجرة شباب إلى أفغانستان للقتال مع طالبان، فنجد أعداداً منهم يتجهون إلى المناطق التي تسيطر عليها (داعش) وغيرها، باعتبارها دار الخلافة التي تمثل فكرة براقة لديهم، وهي تعد مثالاً تاريخياً يجب أن يلقى الضوء عليه، وتشرح ملابساته، لتفنيده بطريقة علمية".
وكشف نسيرة أن "هذه الجماعات الظلامية تجد سبيلاً لدى فئات من الشباب، من خلال ملء الفراغ الفكري لديهم، إذ استطاعوا تجنيد شباب من دول مختلفة من خلال التسلل إليهم عبر وسائل متنوعة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع أن "هناك دولاً، مثل الإمارات والسعودية، لجأت إلى حلول مختلفة في مواجهة تلك الأفكار المتشددة، مثل جلسات المناصحة"، لافتاً إلى أن "الإمارات تبنت كذلك حلولاً غير تقليدية، مثل التواصل مع الشباب عبر وسائلهم، والعمل على ملء الفراغ النفسي والوقتي لديهم".
وأكد أن هناك حاجة ماسة لما يعرف بالأمن الفكري، الذي يعتمد على تحصين الشباب في مراحل عمرية مبكرة، وتعزيز الثقافة الدينية والاجتماعية لديهم، من خلال منابر معتدلة، ترسخ المفاهيم السمحة للإسلام، لافتاً إلى أهمية الاعتماد على الشباب للقيام بهذا الدور، لأنهم الأقرب إلى أقرانهم، ويستطيعون التفاهم معهم باللغة نفسها.