المثير جداً في القصة هو تلك الجروح التي أصيب بها الدكتور قنديل قصداً وتحمله إيذاء الجسد قبل اختلاق قصة اختطافه من قبل مجموعة إرهابية، والحديث هنا عن حرق لسانه بالنار والحفر على ظهره بالسكين وكسر إصبعه.
توحي التفاصيل هنا بأن «التضحية» التي قدمها قنديل جسدياً تهدف لما هو أبعد وأعمق، خصوصاً وأن سلطات الأمن الأردنية تحقق اليوم «سياسياً» باختلاق القصة والمنظمة، وخلفيات صاحبها، وما حصل بعد استنفاد التحقيق «الجنائي».
التفاصيل تكشف أن جهة خارجية خططت للمسألة وتشدّد نجم العملية في التنفيذ… ستكون في غاية الإثارة، خصوصاً إذا تبين إسناد المنظمة ورئيسها من قبل دولة «خليجية» صديقة، كما يرجح بعض التعليقات والتفصيلات، بحسب صحيفة "القدس العربي".
الصحيفة ذاتها تناولت واقعة قنديل، بعنوان "«مؤمنون بلا حدود»: فضيحة إماراتية في الأردن؟"، على حد وصفها.
وقالت الصحيفة: "القصة لا يمكن فهمها من دون معرفة أن «مؤمنون بلا حدود» مؤسسة أنشأتها الإمارات العربية المتحدة عام 2013 لتكون ضمن أجهزة «القوّة الناعمة» التي تعتمد عليها لتفكيك سرديّات ما يسمى بـ«الإسلام السياسي»، أو، بتأويل آخر، مساندة الأنظمة المستبدة في صراعها مع الجماهير التي ثارت عليها منذ عام 2011".
وأضافت الافتتاحية، قضية تعذيب قنديل المزعومة، كانت بهدف "إثارة قلاقل سياسية أكبر تدفع لمواجهة بين السلطات والإسلاميين".
وتابعت "القدس العربي"، "أدّى تدقيق الأجهزة الأمنية الأردنية، ببساطة، لانكشاف الرواية المهلهلة، واعتراف الباحث الجليل بأنه كان يبحث عن الإثارة والفتنة السياسية، وسواء تقصّد ذلك أم لم يتقصد فقد سعى قنديل إلى خلق ارتباك سياسيّ وأمنيّ في الأردن، ولا نعلم إن كان ذلك كلّه هو من بنات أفكاره وحده أم أنه استعان بـ«صديق» مبدع في أفكاره البوليسية (على شاكلة أفكار نائب قائد شرطة ضاحي خلفان!)."، على حد تهكم الصحيفة.
وختمت الصحيفة اللندنية، "السؤال الآن: هل لهذه الحبكة البوليسية علاقة بالتغطية على حادثة الصحافي السعودي خاشقجي وهل هناك مخططون أذكياء في الإمارات مثل زملائهم في السعودية كانوا يشرفون على «عملية يونس قنديل»؟"، على حد تساؤلها.
وخلصت: "صلة «مؤمنون بلا حدود» بالإم