تحدّثت مصادر، اليوم الجمعة، عن إلماح مليشيا الحوثي إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحُديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراجة محتملة لصراع تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، في حين تضغط واشنطن على التحالف العربي للقبول بالحل.
وقال مصدر عسكري يمني مؤيّد للتحالف العربي لوكالة "رويترز": إن "الخطة هي تأمين المطار، ثم التقدّم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدّي إلى صنعاء، وكذلك طريق حجة".
ووفقاً لـ "رويترز" قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدّة تحثّ السعوديين والإماراتيين على قبول الاقتراح. وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف أبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، بأنه سيدرس الاقتراح.
وأضاف المصدر أن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.
وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء، وستتأكّد من إيداعها في البنك المركزي اليمني، ويقضي التفاهم بأن يظلّ موظّفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي الغربي: "أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد، وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضاً همهمات إيجابية، لكن لا يزال الطريق طويلاً أمام الاتفاق".
وأضاف أنه لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحُديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون، وأيضاً هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار.
وتعهّدت السعودية والإمارات بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة؛ وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفّق السلع الأساسية، حيث تسبّبت المعارك بحصول مجاعة وأمراض.
ويقول السعوديون والإماراتيون الذين تدخّلوا في حرب اليمن عام 2015، إنهم يجب أن يستعيدوا السيطرة على الحُديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ولمنعهم من جلب الصواريخ.
وميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة لليمن، وحذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن أيّ قتال واسع النطاق في المدينة قد يهدّد حياة عشرات الآلاف.
وسيطر جنود يمنيون مناهضون للحوثيين، بقيادة قوات إماراتية ودعم من الطائرات الحربية، على مطار الحُديدة، يوم الأربعاء، في حين وصفه مسؤول إماراتي بأنه "ضربة عسكرية ونفسية" للحوثيين. وتعزّز هذه القوات سيطرتها الآن بقصف تحصينات الحوثيين القريبة.
وحذّرت المصادر من أن الخطّة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع، ولن تؤدّي في مراحلها الأوليّة على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار، بحسب "الخليج أونلاين".