أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

دبلوماسية «الابتزاز» الأميركية لن تحقّق أهدافها

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 08-01-2018


ليس معلوماً ولا مفهوماً، كيف يريد دونالد ترمب تطبيق سياساته، ما دامت طرائقه منفّرة للحلفاء قبل الخصوم، أو حتى غير مقبولة من عواصم تُعتبر أقرب إلى واشنطن من سواها، ففي الموقف من تظاهرات الاحتجاج في إيران كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وحيدين، تماماً كما كانا -ولا يزالان- وحيدين في تأييد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان الرئيس الأميركي أغلق العام 2017 مهدّداً بقطع المساعدات عن الدول التي تتحداه، وتصوّت ضد قراره ذاك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد باشر تنفيذ تهديده، بادئاً أولاً بحجب جزءٍ من مساهمة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة، ثم أتبعه بوقف المساعدة للسلطة الفلسطينية، كما ثبّت تجميد التمويل الأمني والشحنات العسكرية لباكستان.
لا شك أن مجمل الدول الغربية، باستثناء عدد قليل، تعاطفت مع المحتجّين الإيرانيين، سواء بدواعي احترام حقوق الإنسان وتفهّم المطالب الاقتصادية، أو لدواعٍ سياسية تلتقي مع شعارات وهتافات أطلقها المتظاهرون، وهاجموا فيها التدخل الإيراني في سوريا وغزّة ولبنان، ناهيك عن العراق واليمن، لكن التعاطف الأوروبي لم يبلغ حدّ الدعوة إلى "تغيير النظام"، كما ورد في تغريدات ترمب، ثمة أسباب لذلك، ومن أهمها وجود تعارض واضح في مفاهيم مواجهة إيران بين الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية، فواشنطن تدعو إلى تشكيل "تحالف دولي" للتصّدي للنفوذ الإيراني، لكن الحلفاء الأوروبيين لا يثقون في الاستراتيجية الأميركية، ويريدون التأكد من أنها لن تقود إلى حرب جديدة في منطقة الخليج، ومن تلك الأسباب أيضاً أن التظاهرات لم تستطع، رغم تمكّنها من كشف معضلة داخلية عميقة وخطيرة، أن تنتج حالاً ثابتة ومهددّة للنظام الذي توصّلت تكتيكاته الأمنية، على العكس، إلى احتواء الحراك الشعبي، عازلاً نقاط التظاهر عن بعضها البعض، ومستخدماً العنف في عدد من المناطق.
لذلك راوحت المواقف الأوروبية بين الدعوة إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، وبين الدعوة إلى حوار جدّي لمعالجة مطالب المحتجّين، وكان موقف تركيا لافتاً بتأييدها الإجراءات التي تتخذها طهران لإنهاء موجة الاحتجاج، ما عنى أن التقارب بين الجارين في أفضل أحواله، وعشية محاولة أميركية لتدويل الحدث الإيراني في مجلس الأمن، كانت موسكو وبكين شديدتَي الاستياء من عزم الولايات المتحدة على التدخل في شؤون إيران الداخلية، وبالتالي فإن الانقسام الدولي حول سوريا مرشح لأن يتواصل في شأن إيران، بل سيكون أكثر شراسة، لأن روسيا والصين تعتبران أن المسّ بإيران اليوم يعني أنهما ستكونان التاليتين على اللائحة الأميركية.
 قد لا يكون عدم ثقة الحلفاء والأصدقاء بسياسات واشنطن حالاً استثنائية، إلا أنه يشكل حالياً ظاهرة غير مسبوقة مع جنوح أميركا-ترمب إلى استخدام دبلوماسية "الابتزاز" بالمساعدات، وإذ ردّ الفلسطينيون على التهديد بأن "القدس ليست للبيع"، وأن المساعدات التي تقدّم إليهم هي "من أجل إسرائيل" أولاً وأخيراً، فإن الباكستانيين ردّوا أيضاً بأن المساعدات ليست مجانية، بل تُوفَّر لقاء خدمات وتسهيلات، وبالتالي فإن تعليقها "سيأتي بنتائج عكسية" بالنسبة لمكافحة الإرهاب عموماً، وكذلك بالنسبة لمطالبة واشنطن بالتشدّد في مقاتلة حركة "طالبان" و"شبكة حقاني"، لكن حياة الفلسطينيين والباكستانيين وموتهم لا يتوقفان على المساعدة الأميركية، ويُفترض أن واشنطن تعرف أن "الابتزاز" لن يُجبر الفلسطينيين على قبول خطتها للسلام طالما أنها غير منصفة، ولن يُجبر باكستان على الرضوخ لمطالب لا تتناسب مع أمنها.;