أحدث الأخبار
  • 01:01 . هل سيستفيد الإسرائيليون من إعلان استشهاد محمد الضيف؟... المزيد
  • 10:13 . مع ثلة من المجاهدين الكبار.. "القسام" تنعي قائد أركانها محمد الضيف... المزيد
  • 09:32 . أمير قطر يختتم زيارته لسوريا ويدعو لتشكيل حكومة جامعة... المزيد
  • 07:59 . "موانئ دبي" تصدر سندات زرقاء بقيمة 100 مليون دولار... المزيد
  • 07:32 . وزير الخارجية السعودي ونظيره الروسي يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 07:11 . المقاومة تفرج عن ثلاث أسيرات وترقب للإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين... المزيد
  • 07:05 . "كتيبة جنين" توقع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح شمالي الضفة... المزيد
  • 07:05 . ارتفاع الذهب بعد تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية... المزيد
  • 06:11 . اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب ووفاة جميع الركاب... المزيد
  • 11:40 . ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يتيح ترحيل طلاب الجامعات الداعمين لفلسطين... المزيد
  • 11:37 . مباحثات سعودية أوروبية حول تعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:18 . الإمارات والمجر توقعان عدداً من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:07 . اليوم.. حماس تطلق سراح 3 إسرائيليين مقابل الإفراج عن 110 فلسطينيين... المزيد
  • 10:46 . دراسة: تفاوت تأثير المواد الغذائية المعالَجة على بكتيريا الأمعاء... المزيد
  • 10:45 . مصرف الإمارات المركزي يقرر الإبقاء على أسعار الفائدة... المزيد
  • 10:44 . "ميتا" تدفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب في 2021... المزيد

حدثوهم بالعربية قبل فوات الأوان

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

بالرغم من كوننا مجتمعاً منفتحاً كثيراً على الآخر بمختلف ثقافاته وهوياته ونتاجاته المختلفة، بالرغم من تعاطينا في الدارج والاعتيادي وحتى الحياتي واليومي مع أكثر من لغة، وأكثر من ثقافة، فيما يخص الثياب والطعام وأنماط السلوك والتربية، وبالرغم من تعاملنا مع جنسيات عديدة ابتداء بعمالة المنزل انتهاء بزملاء العمل ومقدمي الخدمات المختلفة، بالرغم من كل الجسور الممدودة والممتدة بيننا وبين الخارج والآخر عبر استراتيجيات وآليات مختلفة تعارفنا واتفقنا عليها.

إن حنيننا وتوقنا وشغفنا وانتماءنا يشدنا دوما لنا، للغتنا وعاداتنا، للمتشابه فينا ومنا، للهجتنا وإماراتيتنا وعروبتنا وذائقة طعامنا ووجوه جداتنا وثياب آبائنا ورائحة قهوتنا، وأنماط سلوكنا الخاصة بنا والمميزة لنا.

يلقينا هذا كله في رحمة هويتنا فنشعر بحقيقتنا، عندها فقط نتعامل مع كل شيء بمنتهى البساطة والتلقائية والتناغم والتصالح دون حرج أو تكلف أو شعور من أي نوع بالقطيعة أو الرفض، وأحسب أن ذلك حق طبيعي جداً من حقوق أي شعب وأي أمة في كل مكان.

الذين يحاولون تغيير الحقيقة الساطعة والمسار الطبيعي والمنطقي بإقناعنا أن الهوية الثقافية لا قيمة لها ولا مكان لها أمام سطوة العقيدة والانتماء الديني إنما يخالفون الفطرة أكثر من كونهم يخدمون الدين وفكرة الأمة القائمة على العقيدة كما يتصورون، لا وجود لأمة أو لكيان- من نوع شعب أو وطن- دون لغة مشتركة بينهم ودون تاريخ وعادات وأنماط سلوك وقيم يتفقون حولها.

إنسانياً، قد تتقبل الآسيوي الذي يأتيك من آخر بلاد الدنيا، كما تتقبل الدنماركي والسيبيري والصيني، قد تصادقه أو تزامله أو تجاوره وقد تصاهره أيضاً، لكنك دائماً ما تشعر أن هناك اختلافاً ما بينك وبينه في منطقة الوجدان العام واللغة والإحساس العاطفي تجاه قضية أو فكرة معينة، قد تتعاطف معها أنت بينما لا تشكل له قيمة تذكر.

إن سلم القيم والقناعات مشترك آخر قد لا يجسره الدين، لكن الانتماء لأرض وثقافة وتاريخ مشترك يؤسس له ويجعله واضحاً وقوياً بين أفراد أي مجتمع.

حينما أنصت إلى أحاديث وحكايات الصغار وهم يلعبون معاً ويشاكسون بعضهم وأمهاتهم، غالباً ما أتوقف عند مسألة اللغة لتي يستخدمونها، وتصيبني غصة حقيقية ويسحبني التفكير عميقاً إلى الأمس وبعيداً إلى المستقبل.

هؤلاء الصغار الذين يتحدثون لغة غير العربية، غير لغتهم، غير لغة وطنهم وأهلهم وماضيهم، هؤلاء أخاف عليهم لأنهم سيكونون فريسة سهلة لمن يريد أن يزرع فيهم أية بذور غريبة أو تغريبية أو حتى تخريبية، تبعدهم عن انتمائهم ومصلحة وطنهم، ببساطة لأن اللغة سياج وحماية وأوضح أدلة الهوية والانتماء، وإن الآباء الذين يتباهون بأطفالهم الذين يتحدثون لغة غير لغتهم إنما يرتكبون خطيئة كبرى وتحديداً إذا لم يحصنوهم بمسك العربية وعطرها العظيم عبر العصور والتاريخ وصولاً للمستقبل.

كل لغات الدنيا ليست لغتنا، حتى وإن تحدثنا بها وأجدناها وتفوقنا في التعامل بها، ليست لغتنا لأن أهلنا وأجدادنا لم يتحدثوا بها يوماً، لأنها لا تربطنا بشيء، وهي حتماً لن توصلنا للمستقبل ولن توفر لنا احترام الآخرين.

الأمم لا تحترم الذين يتخلون عن بصمتهم القومية الأولى، عن لغتهم التي هي دون غيرها حافظة الدين والتاريخ والمجد وأحلام المستقبل كلها.