أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

كلاب بوليسية..!

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-03-2017


يحاول أغلب الأدباء تصوير الأمر على أن العاشقة تفتقد دوماً «رائحة سجائر» من تحب، على أساس أنها من العوالق التي تُحيّي ذكراه، لكنني أؤكد لك بأن الأمر لا يزيد على «خرط أدبي»، فالمرأة بطبيعتها تنفر من تلك الرائحة التي تنفّر الحيوانات ذاتها، والعقل البشري - كما يقال - يحب الاحتفاظ بالجزء الجميل من الذكريات، ولا أعتقد بأن رائحة «حلج القلب»، وهو مكان تركز تلك الرائحة، يمكن أن يتم تصنيفه ضمن جزء جميل من ذكريات امرأة!

لذلك، فلا بأس بأن تشك في سبب اضطراب شبيهة ماجدة الرومي، التي قال نزار قباني - رحمه الله - على لسانها قصيدة مع الجريدة: «أخرج من معطفه الجريدة.. وعلبة الثقاب.. ودون أن يلاحظ اضطرابي»، لقد اضطربت بالطبع لأنها قرفت، ولكن المعنى بقي في بطن الشاعر.

هناك من الأدباء من يكون أكثر جرأة ووقاحة في التعبير، استمع إلى هذه مثلاً: «كيف أنساك حبيباً تعبق رائحة سجائره في صدري.. كما يعبق في دمشق الياسمين!»، أي أنه شبّه ياسمين دمشق لمن يذكره برائحة سجائره، ولاحظ أنه أيضاً يضع القصيدة على لسان امرأة! لأن أحداً منا لا يجرؤ على الادعاء بأنه يعرف كيف يشعرنَ، تلافياً لسماع ملاحظات سخيفة أنتم تعرفونها! مثل هذا الشاعر تتمنى أن «يزخونه الربع» في الرقة، لكي يفرق جيداً بين الرائحتين! يستمر العشق المحرم بالتصاعد، فترى من أفرد لها قصيدة كاملة مثل المرحوم هاشم الرفاعي، لا أذكر نصّها، لكنها كانت تدور حول وصف لمحبوبته التي تحمرّ خجلاً كلما لامستها شفتاه، وعند نهاية القصيدة يطالبك بحسن الظن، والتأكد من أنها ليست سوى «سيجارتي المحببة»!

أتذكر «خرط الأدباء الصحي»، وأنا أدور في رحلة شاقة في مدينتي مع أديب صديق جاء في زيارة، وأحتاج لشراء سجائر جديدة في مدينتنا، الجمعيات التعاونية.. ممنوع، البقالات داخل الأحياء والمملوكة في الغالب للأوقاف.. ممنوع، السوبرماركات العاملة في مناطق سكنية.. ممنوع، دلنا أخيراً أبناء الحلال على مكان ما يبيعها، ووصلنا إليه، وطلب صديقي من ابنه الذهاب لإحضارها، لكنّ الابن عاد بعد دقائق وهو يقول: ممنوع.. يجب أن تذهب بنفسك لشرائها، وأخيراً حصلنا على العلبة بعد 48 دقيقة، وحرج كبير شعر به ضيفي تجاهي، تحدثنا عن القوانين الجديدة، خصوصاً الثلاثة قوانين «المختافة»، وهي عدم السماح بالتدخين في الأماكن المغلقة، وعدم السماح بالإعلانات الترويجية للتبغ، وعدم السماح لشركات التبغ برعاية أي فعاليات عامة للمجتمع. يؤمن صديقي الذي يرسل ابنه لشراء علب السجائر له، بأن الأمر لو استمر بهذه الطريقة، فربما ستشهد الإمارات قريباً كأول دولة عربية، وجود أول جيل نظيف بالكامل وغير مدخن.

بدأ يدندن بقصيدة جديدة عن سيجارة وحيدة ويتيمة، وهو يقسم لي بأنه جاء من قرية في إحدى الدول العربية، واجب الضيافة فيها هو تقديم صينية تحمل جميع أنواع السجائر مفتوحة لاختيار الضيف قبل أن يجلس، فكيف لا يكون من جيل لا يدندن بغير رائحة السجائر؟! هل رأيتم كليب «هاااي شنووو»؟