أكدت الخارجية الأمريكية أنها على اتصال يومي مع المقاتلين المعتدلين في حلب لإقناعهم بوقف القتال مؤقتاً. وأضاف نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن القصف المستمر من قبل النظام السوري وروسيا يجعل من تلك الجهود صعبة.
وأشار تونر إلى ان النظام السوري خلق الظروف الحالية في حلب ودفع إلى ظهور التطرف الذي يدعي الآن أنه يدحره. ورفض ان يعلق على ما قاله الأسد من انه مستمر في قتاله في كل أنحاء سوريا، واعتبر ذلك إضاعة للوقت.
لكنه أكد ان «جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على اتصال مستمر مع الروس والأتراك والسعوديين والقطريين والحلفاء الأوروبيين وسيلتقي معهم في نهاية الأسبوع في باريس، وأن الولايات المتحدة دعمت المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية في انقره بوساطة تركية للتوصل إلى ايقاف القتال في حلب، ولكن هناك من يعيق تلك المفاوضات لمنع حدوث وقف الأعمال العدائية ولا يريدون السماح للمفاوضات السياسية بان تستأنف».
ورفض تونر التعليق على إقرار الكونغرس قانوناً يسمح للإدارة الأمريكية بإعطاء المعارضة السورية صواريخ محمولة على الكتف ضد الطائرات (مانبادز) لأن الإدارة الأمريكية لا تزود المعارضة السورية بالأسلحة الفتاكة، لكنه استدرك قائلاً «هذا لا يعني ان بعض الدول تدعم المعارضة السورية وتزودها بالأسلحة، وان الولايات المتحدة تحاول إيقاف القتال وتشجيع الأطراف على التفاوض وتحقيق حل سياسي للنزاع في سوريا».
وحول فشل الإدارة الأمريكية في سوريا أجاب الناطق تونر «ان بشار الأسد رد منذ البداية على التظاهرات السلمية بالعنف وكان بإمكانه ان يحلها بل صعد العنف مما ولد العنف المضاد واضطرت المعارضة السورية إلى حمل السلاح للدفاع عن الشعب السوري وتصدت لقمع النظام السوري، وقام النظام بخلق الإرهاب في سوريا، ولا يمكنني أن أنفي ان المعارضة السورية خرقت وقف إطلاق النار أحياناً ولكن دائما النظام السوري بدعم روسي يخرق وقف إطلاق النار».
وأضاف تونر «لا نعتقد ان الحل العسكري الحالي سيكون ناجحاً في سوريا وحاولنا جلب كل الأطراف والتي تدعم كل طرف ولهذا شكلنا المجموعة الدولية لدعم سوريا ولكن فشلنا في تحقيق الحل السلمي في سوريا، وكلما يمارس النظام المزيد من الحل العسكري يزيد من تعقيد النزاع في سوريا، ان المعارضة السورية لن تلقي السلاح بل ستستمر في القتال وسيتصاعد القتال في كل أنحاء سوريا، وكررنا مراراً أنه لا حل عسكرياً في سوريا حتى وإن قدر النظام بمساعدة روسية على السيطرة على حلب فإن هذا لا يعني ان العنف والنزاع سينتهيان».
وقال خبراء إن سقوط حلب لا يعني وقف القتال، أو هزيمة للثورة وإنما تحوله من شكل الثورة إلى شكل المقاومة، مستدلين على أن واشنطن عندما أعلنت عن سقوط بغداد قالت إن العمليات الحربية الرئيسية انتهت، ولكن واجهت مقاومة شرسة لا تزال مستمرة فضلا عن مساهمة الغزو بتدمير العراق وتفشي الإرهاب وخسائر أمريكية بشرية واقتصادية كبيرة للغاية.