دعا رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي، مرتكبي الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في بلاده في العهد الماضي إلى الاعتراف بجرائمهم والاعتذار عنها.
وقال الغنوشي، خلال حفل استقبال بمناسبة حصوله على الجائزة الدولية لمؤسسة جامنلال باجاج الهندية، نظم مساء الخميس، بالعاصمة تونس، “أدعوا كل من تورط في الانتهاكات البغيضة إلى الاعتراف والاعتذار وطي صفحة الماضي”.
وأضاف “نحتاج جميعا أن نذهب إلى حمام العدالة الانتقالية كي نتطهر .. لسنا طلاب ثأر وانتقام ولا عشاق سلطة و كراسي بل تركنا الكراسي لأنه هناك أعز من الكراسي وأجمل وهو تونس الحبيبة”.
وتسلم الغنوشي مطلع الشهر الحالي في مدينة مومباي الهندية، الجائزة الدولية لمؤسسة “جمنالال بجاج”، والتي تمنح للشخصيات العالمية التي تعمل على تعزيز قيم السلام والتسامح التي بشّر بها المهاتما غاندي. وهو زعيم هندي قاد كفاحا سلميا ضد الاستعمار الأنجليزي لبلاده بإعلان العصيان المدني الشامل، وعام 1921 قاد غاندي حزب “المؤتمر الوطني الهندي” وقضى عدة سنوات في السجن.
إلى ذاك شدّد زعيم “النهضة” التونسية على الوقوف ضد تقسيم التونسيين و قال “نحن ضد أي صورة من صور تقسيم التونسيين إلى قديم وحديث أو مسلم و كافر”.
وأكد الغنوشي في نفس السياق أهمية انطلاق جلسات الاستماع لضحايا القمع والاستبداد.
وقال “لا شك أن الانطلاق في جلسات الاستماع لضحايا الاستبداد في إطار العدالة الانتقالية خطوة تاريخية في هذا الاتجاه.. تونسيون وتونسيات يعيدون كتابة تاريخ البلاد بلا تزويق ولا مساحيق ولا شعارات بعد أن جثمت على الصدور تلك الشعارات ولم تسلم من شرها عائلة سياسية من اليوسفيين إلى اليساريين إلى القوميين إلى الاسلاميين ولم يسلم الدساترة أنفسهم من شر تلك الشعارات”.
وعقدت “هيئة الحقيقة والكرامة” المكلفة بتطبيق قانون العدالة الانتقالية في تونس، يومي 17 و18 نوفمبر الجاري أولى جلسات الاستماع العلنية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بين 1955 و2013.
وفي نهاية الحفل سلّم الغنوشي قيمة الجائزة ومقدارها مليون روبية هندي (دولار واحد = 68,8 روبية هنيد) إلى سكرتير عام الهلال الأحمر التونسي، الطاهر الشنيتي، مثلما أعلن عن ذلك في حفل التسليم في الهند.