كشفت أرقام وإحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان حجم الجرائم التي ارتكبتها روسيا بمناسبة مرور عام على عدوانها في سوريا.
وأشارت الشبكة، في تقرير لها، إلى أن جرائم الروس بحق المدنيين تجاوزت بكثير ما ارتبكته التنظيمات الإرهابية، لتتحول إلى "العدو الأول والأبرز في سوريا".
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 85% من الهجمات الروسية كانت في مناطق سيطرة المعارضة، ومعظمها على الأحياء المدنية، بينما 15% فقط من الهجمات كانت ضد تنظيم داعش، وجاءت معظمها كذلك على الأحياء المدنية.
وأكدت الشبكة أن موسكو قتلت ما لا يقل عن 3291 مدنياً خارج نطاق القانون خلال عام، وهؤلاء مسجلون بالاسم والتاريخ وكيفية القتل، بينهم 911 طفلاً و619 امرأة، كما ارتكبت القوات الروسية 169 مجزرة.
وسجلت الشبكة السورية استهداف الروس ما لا يقل عن 415 مركزاً حيوياً مدنياً، بينها 59 مركزاً طبياً، قتل على إثر ذلك 32 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم سبع سيدات.
كما تفننت موسكو في عمليات القتل ضد السوريين، إذ لجأت إلى استخدام الذخائر العنقودية في 147 هجمة بأحجام كبيرة ونوعيات جديدة وكثافة أكبر مما استخدمه النظام السوري، في حين لجأت إلى استخدام الأسلحة الحارقة بما لا يقل عن 48 هجمة.
وبدا واضحاً أن الكوادر الإعلامية تحوّلت إلى هدف للروس بما تشكله من خطر على توثيق الجرائم الروسية، إذ تم استهداف هذه الكوادر من قبل موسكو بهجمات عديدة، قُتل على إثرها 13 شخصاً.
وتسببت عمليات القصف والتدمير والاستهداف بحالات تهجير قسري، إذ دفعت الغارات والعمليات العسكرية الروسية عشرات آلاف السكان للنزوح من محافظات حلب وحمص وإدلب واللاذقية، كما دعمت هذه الغارات قوات النظام في حصارها لأحياء حلب الشرقية.
كما تسببت الغارات الروسية بعد نحو شهر فقط على التدخل الروسي، في نزوح ما لا يقل عن 20 ألف مدني من منطقة مهين في ريف حمص الشرقي بعد خضوعها لسيطرة تنظيم "داعش" في نهاية أكتوبر 2015.
وفي بداية شهر شباط 2015 تسببت غارات روسية في نزوح عشرات الآلاف من سكان ريف حلب الشمالي إلى المناطق الحدودية مع تركيا.
وشهدت مدينة سراقب، بداية شهر أغسطس الماضي، نزوح أكثر من 1800 عائلة، بعد هجمات مكثفة على المدينة عقب إسقاط مقاتلة روسية، وهذه كلها جرائم ترقى لجرائم حرب ضد الإنسانية حسب الشبكة السورية.
وإذا ما قورن ذلك بتنظيم "داعش" الذي بدأ جرائمه قبل ثلاث سنوات في سورية، فإن أرقام الجرائم الروسية تفوق حجم جرائم "داعش" بكثير، إذ قتل الأخير 2686 مدنياً، بينهم 368 طفلاً.
كما كان الروس العامل الرئيسي في نسف أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، من خلال كونها خصماً وحكماً في المعادلة السورية، إذ تم تسجيل ما لا يقل عن 236 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان الأميركي والروسي في أول أيام عيد الأضحى، على يد النظام السوري وموسكو.
ونجحت قوات النظام السوري، بدعم من الروس، بالسيطرة على عدد من المدن السورية، خصوصاً في الساحل السوري، واستعادة معظم ريف اللاذقية الشمالي، فيما كان للمصالحات دور رئيسي في التخلص من مناطق تسيطر عليها المعارضة وضمانها لصالح النظام، كما حدث في داريا بريف دمشق الغربي، وحي الوعر، آخر أحياء المعارضة في عاصمة "الثورة".