أعلن الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية والمتعاقد من الخارج مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، عن اختراعه، مع أحد الـ«هاكرز» المعروفين عالمياً، غطاءً للهواتف الذكية يمنع تتبّعها والتجسس عليها، مشيراً إلى أن اختراعه الجديد يستهدف بالأساس حماية الصحافيين، أثناء تغطيتهم الحروب والأزمات، وغيرها من المواقف التي يكون فيها الكشف عن مواقعهم يشكل خطراً على حياتهم.
غير أن إعلان سنودن، قوبل باعتراضات ومخاوف مختلفة، أبرزها أن استخدام الغلاف لن يكون مقصوراً على الصحافيين، مشيرين إلى أنه بمجرد نزوله للأسواق سيستخدمه المجرمون والإرهابيون أيضاً في التخفي والإفلات من الملاحقات الأمنية.
إثارة الجدل مجدداً
ومنذ ظهوره على مسرح الأحداث في يونيو من عام 2013 بتسريبه تفاصيل كثيرة عن برامج التجسس والمطاردة التي تنفذها وكالة الأمن القومي الأميركية بحق آلاف الأشخاص حول العالم، ظل الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية والمتعاقد من الخارج مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، يثير الجدل مع كل خطوة يخطوها أو موقف يتخذه وهو في منفاه بروسيا.
وأخيراً أثار الجدل، حينما تحدث في اتصال بالفيديو مع إدارة الإعلام في معهد «ماساشوستس» للتكنولوجيا «إم آي تي» عن اختراع غطاء أو حافظة يوضع بداخلها الهاتف المحمول الذكي، ويعمل على إيقاف أي محاولة لتتبّع وكشف موقعه الجغرافي، ونقل أي معلومات عنه لأي جهة كانت، كما يمنع الغطاء أي طرف من استخدام الهاتف كوسيلة للتجسس على صاحبه.
وقال سنودن إن اختراعه الجديد الذي شاركه فيه أحد الـ«هاكرز» المعروفين عالمياً، وهو أندرو هوانغ، يستهدف حماية الصحافيين بالأساس، أثناء تغطيتهم الحروب والأزمات، وغيرها من المواقف التي يكون فيها الكشف عن مواقعهم وتحديدها يشكل خطراً على حياتهم.
اتصالات معلومة
وقدّم سنودن وهوانغ فكرتهما لاختراع الغطاء في ورقة بحثية نشرها موقع www.pubpub.org في يوليو الجاري، بعنوان «ضد القانون: مواجهة التجسس الرقمي القانوني»، ويعرض الرجلان في الورقة المكونة من 16 صفحة، كيفية قطع ومنع أي شكل من أشكال الاتصال «الراديوي» أو بالإشارات اللاسلكية بين الهاتف الذكي، وأي جهاز أو معدات أخرى، إضافة إلى عدم إتمام هذا الاتصال إلا بعلم صاحب الهاتف وموافقته، بغض النظر عما إذا كان هذا الاتصال بين الجهاز وشبكة «المحمول»، أو من خلال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي، أو خلافه. وأوضحا أن الغطاء الجديد يفعل ذلك عن طريق تثبيته في الجانب الخلفي للهاتف، ثم توصيله سلكياً بالهوائيات التي يعمل بها الهاتف، والتي تبث وتستقبل إشارات شبكة المحمول ونظام تحديد المواقع «جي بي إس» وإشارات شبكات الـ«واي فاي» و«البلوتوث»، ومن خلال الاتصال بالهوائي يحلل الجهاز طبيعة الإشارات الواردة والصادرة، والتعرف إلى أي إشارات غير مرغوب فيها أو غير معتادة، ومن ثم ينبه المستخدم على الفور، بالإغلاق الفوري للهاتف وقطع أي إشارات صادرة أو واردة من الجهاز.
الإيهام بالإغلاق
وبنى سنودن وشريكه هذا التصور على أساس فرضية يقتنعان بها تماماً، وهي أن أطرافاً أو جهات معينة، قد تزرع فيروسات من نوع explots على هواتف المستخدمين، إذ إن هذه الفيروسات تعمل على إيهام المستخدم بأن جهازه مغلق، في حين أنه يكون غير مغلق، ويتم رصد ما يجري عليه من محادثات وأنشطة، كما يتم تحديد موقعه طوال الوقت.
ويذكر في هذا السياق أن شركة «مكافي» المتخصصة في أنظمة أمن المعلومات، أفادت من قبل، بأن الهواتف المحمولة يمكن تشغيلها من بعد لتصبح أداة تجسس من دون علم المستخدمين.
ومن الواضح بالطبع أن تجربة سنودن السابقة وهواجسه الدائمة من قضية تجسس الحكومات وأجهزة الأمن على المستخدمين، تسيطر تماماً على دوافعه الخاصة بتصميم غطاء الهاتف الواقي من التجسس، إذ إنه يؤيد الفكرة القائلة إن تتبع أجهزة المستخدمين وهواتفهم، والتجسس عليها، أمور منافية للديمقراطية، ولحرية التعبير وللحق في الخصوصية، وهي الفكرة المركزية التي دفعته في السابق لإفشاء جانب من أسرار وكالة الأمن القومي الأميركية، وتعريض حياته للخطر.
واليوم يأتي سنودن، بمفهوم مضاد لفكرة التتبع والتجسس، ويقدم تصميماً هدفه الأساسي التأكد من عدم وجود أي جهة تتجسس على الهاتف الذكي، وتحركات صاحبه، أو ما يقوم به من أنشطة من خلال الهاتف، كإجراء المكالمات الهاتفية، وتصفح الانترنت، فضلاً عن المراسلات الإلكترونية بجميع أشكالها.