أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

حرية التعبير وفوضى التضليل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-07-2016


هناك فرق كبير بين أن تمنحك مواقع التواصل فرصة التعبير عن رأيك ومشاركة انطباعاتك بشكل علني في كل ما يدور حولك، وبين أن تعتقد بأنك أصبحت بهذه المشاركة فقيهاً أو صحفياً أو محللاً سياسياً، حتى وإن تجاوز متابعوك حاجز المليون متابع، لأن عدد متابعيك يعتبر معيار شهرة، لكنه ليس معيار تخصص يمنحك الدخول على خط التحليل والفتوى والإدلاء بآراء علمية؛ احتراماً لمناهج العلم ولعقول المتابعين على الأقل، فجماهيرية السوشال ميديا وإقبال الناس المتزايد لا يبيح ولا يبرر، بأي حال من الأحوال، حالة الفوضى التي تحدث هناك!

يحلو لكثيرين وصف هذه الفوضى على أنها تمثل فتحاً إنسانياً من ناحية حرية التعبير عن الرأي، والحقيقة أن القضية ليست في كل أشكالها تعبيراً عن هذه الحرية، فهناك انفلات أخلاقي كبير في أجزاء واسعة من هذه المواقع، وهناك ما يشبه التوحش في ممارسة التعدي على الآخرين، وكأن البعض فقد شروط إنسانيته وعقله، بحيث أصبحوا يستسهلون التخوين والتكفير وسب الآخرين وشتمهم وتسفيههم وتحويلهم إلى أضحوكة بلا أدنى سبب ظاهر أو منطقي سوى الرغبة الدفينة في إبراز أسوأ ما لديهم من غرائز سيئة، متخفين بأسماء مستعارة أو محتمين بشعارات غير حقيقية أولها شعار حرية التعبير!

يحق لنا هنا أن نستعير هذا القول (أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك) وهذا هو الواقع على صفحات الإعلام الجديد للأسف. إن الذين يفتقدون أساسيات الحرية لا يمكنهم أن يفهموا معنى حرية التعبير، ولذلك فالذين يرفعون هذه الشعارات بطريقة مقلوبة يكونون إما محرومين أصلاً من التعبير عن آرائهم بسبب التربية والنشأة وطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون تحت ظله، وإما أنهم طلاب شهرة يبحثون عنها عبر أسوأ الأبواب وأقصر الطرق، وإما أنهم جهلة تصور لهم الحماقة أن التعدي والنيل من الآخرين حرية، كما صورت الحماقة للبعض أن خيانة الأوطان شكل من أشكال تحقيق العدالة!

على مواقع التواصل أيضاً يعتقد كثيرون ممن حققوا نوعاً من الشهرة وصار لهم أتباع بأنه يحق لهم الخوض في أي مجال من مجالات العلم أو شؤون الحياة، متناسين أن الرأي إذا لم يبنَ على أسس سليمة لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات وأهواء نفس لا أكثر، لذلك لا يجوز هذا الخلط العجيب بين حرية التعبير وحرية التضليل؛ فحين لا تكون فقيهاً ومتبحراً في الدين لا يجوز لك أن تشتغل بالفتوى؛ لأنك ستتهم بالتجرؤ على الدين، وكذلك في العلم؛ فحين لا تكون مختصاً في السياسة أو الاقتصاد لا تحاول أن تجعل من نفسك محللاً أو منظراً؛ لأنك ستخلط الأمور وتضلل الرأي العام الذي يتبعك، وتبتدع آراء تدمر الآخرين أكثر مما تفيدهم.