أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

عن السياسات الاستعمارية الإيرانية

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 14-06-2016


تعبّر السياسات الإيرانية اليوم تجاه المنطقة العربية عن أسوأ أوجه الطموح الإيراني الاستعماري، وهو طموح يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الفرس منذ نشأة الإمبراطورية الفارسية وحتى اليوم. يستطيع المتابع لتصريحات المسؤولين الإيرانيين أن يلمس فخراً بما «ينجزوه» من دمار على وقع سيطرتهم على عواصم ودول المنطقة من بغداد إلى دمشق وبيروت وصنعاء، والتأثير الذي يمتلكونه في بلدان أخرى في الخليج العربي والمحيط الإقليمي.
بعض السذّج لا يفكّرون بهذه الطريقة طبعا، وينظرون إلى المصطلحات المستخدمة في وصف السلوك الإيراني اليوم في المنطقة العربية من قبيل «الفرس» أو «الصفويون الجدد» على أنها تعبير مريض، لكنّ الأكيد أن الإيرانيين لا ينظرون إليها بهذا الشكل، فهم فخورون جداً بهذين الانتماءين (القومي والمذهبي) بما في ذلك الملالي أنفسهم، على أنّ المشترك بينهما دوما هو صفة الاستعمار والنزعة إلى الهيمنة والتسلّط.
لطالما كانت هناك مقاومة لهذه النزعة الإيرانيّة عند شعوب ودول المنطقة، لكنّ استخدام النظام الإيراني لورقة «الإسلام» و «المقاومة» منذ العام 1979 كان بمثابة دس السم في العسل، إذ فقدت شعوب المنطقة حينها قدرتها على تمييز هذا المرض الخبيث وتعطّلت دفاعاتها الحيويّة، وفي هذه اللحظة بالتحديد كان التغلغل الإيراني الطائفي والسياسي والمالي والعسكري قد استشرى رغم العقوبات الدوليّة، ثمّ ما لبث أن بلغ أوجه وتحوّل إلى استعمار علني بمباركة أميركية وغربية مع التوصّل إلى الاتفاق النووي، ولم تستفق المنطقة وشعوبها مؤخراً إلا على تفشّي هذا السرطان.
لم تحل إيران في مكان إلا وجلبت معها الدمار والخراب، ومن معالم أسوأ ما في سياساتها الاستعمارية اليوم التغيير الديموغرافي والولاء الطائفي والعبث بالمكونات الاجتماعية والسياسية والأمنية لبعض دول المنطقة وتدمير المراكز الحضرية التي شكّلت على الدوام منذ ظهور الإسلام مصدر الحضارة العربية والإسلامية في دمشق وبغداد. هذه السياسات الاستعمارية الإيرانية تلقى اليوم أكثر من أي وقت مضى اعترافا أميركيا وغربيا بنفوذها وتأثيرها ودعماً لطموحها وأهدافها.
مع الانسحاب الأميركي التدريجي من المنطقة، وبدلا من أن تقوم إدارة أوباما بتشديد العقوبات على إيران وتوحيد الجهود الإقليمية لاحتوائها وردعها ودعم حلفائها لملء الفراغ الذي ستتركه، قامت الإدارة بالعكس تماما، إذ أعطت الاستعمار الإيراني شرعيّة سياسيّة ونقلته إلى مستوى جديد مع إزالة العقوبات وتشريع البرنامج النووي الإيراني والتعاون المباشر وغير المباشر مع الحرس الثوري وميليشياته الطائفية في عدد من البلدان العربية.
لطالما قيل خلال العقدين الماضيين إن هناك تضخيما لقدرات إيران، لكنّ هؤلاء كانوا مخطئين جداً لناحية النتائج التي آلت إليها الأمور اليوم، ومكمن الخطأ أنّهم اعتمدوا في تصوراتهم عن إيران على قياس قوّتها من خلال العناصر التقليدية. من يفكّر اليوم في مواجهة إيران من نفس المنظور التقليدي، عليه ألا يتوقع أن يصل إلى نتيجة حاسمة لصد تمدّدها. هناك حاجة إلى أن نغيّر جذريا نظرتنا إلى إيران كشعوب وحكومات، وأن نبدأ بالعمل من منطلق أنّها دولة مستعمرة أوّلاً وأن نغيّر طرق وأساليب مواجهتنا معها. استخدام الأساليب التقليدية في مواجهة هذا المد الاستعماري الأسود الجديد غير ذي جدوى على المدى الاستراتيجي وآثارها الإيجابية تقتصر على الجانب التكتيكي فقط.;