أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

تجديد الشاشة العربية

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 08-06-2016


لو قُلتُ لك إن الصيام مُفيد للبدن، ولذلك أمرنا الله تعالى به، فستوافقني الرأي وتمضي، لكن، لو قلتُ لك - والمعلومات التالية صحيحة وليست مثالاً - إن مجلة العلم (Science Magazine)، وهي إحدى أهم الدوريات العلمية في العالم، أوْرَدَت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا، قالوا فيها إن صيام خمسة أيام في الشهر يُطيل العمر، ويقلل إصابة الإنسان بأمراض القلب. وقالوا أيضاً إن الصيام يُخفف من الأعراض التي تنتاب المصابين بالسرطان بعد مرحلة العلاج الكيميائي، كالإعياء والشعور بالضعف والهون. وفي تجربة على فئران المختبر، أعطوا المجموعة الأولى غذاءً يومياً، والمجموعة الثانية منعوها من الطعام فترة من اليوم، أي أنها صامت أياماً عدة في كل شهر، فاكتشفوا أن فئران المجموعة الثانية تخلصت من ٤٥٪ من الدهون الزائدة، ونزل مستوى السكر في الدم بنسبة 40٪، وهبط الإنسولين بنسبة 90٪، فعاشت أكثر من فئران المجموعة الأولى بثلاثة أشهر. وظلت ذاكرتها قوية، لأن منطقة «حصان البحر» المسؤولة عن الذكريات في الدماغ استطاعت أن تُنتِج خلايا عصبية جديدة. وبما أن تركيبة فئران المختبر تشبه كثيراً تركيبة جسم الإنسان، فإن هذه النتائج يمكن قياسها علينا. عرفتَ الآن لماذا أمرنا الله تعالى بالصوم؟

المعلومة الثانية ستدفعك إلى الاستمتاع بصيام رمضان، وستشجعك على صيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، لأنك ستدرك حقاً، وعلمياً، أن الصيام مفيد للبدن. هذا المثال يُلخص ما أريد قوله حول تجديد مُحتوى الشاشة العربية في رمضان، ففي أول يومين من الشهر شاهدتُ معظم البرامج - وليس المسلسلات - المُفترض أن أصحابها، مشكورين، أنتجوها لإفادة الناس في هذا الشهر الكريم، الذي أعتبره شهراً للتنمية الروحية والعقلية أيضاً، إلا أن معظم الطرح صار مُكرراً، وهناك من يُعيد الكلام والأفكار نفسها منذ تسعينات القرن الماضي، لا أقول هذا لأنني طرحتُ برنامجاً جديداً، «وما أُبَرِّئُ نفسي»، فلقد كنتُ أقدم برنامجاً لخمس سنوات، وحاولتُ تجديد الطرح في السنتين الأخيرتين، لكنني كنتُ أكرر نفسي أيضاً، ما دفعني إلى التوقف، وبدء مرحلة جديدة مع برنامج «لحظة»، الذي يركز على آخر ما توصل إليه البشر من اكتشافات علمية واختراعات تكنولوجية.

لدي يقينٌ تام بأننا نستطيع أن نُجدد طرحنا في كل المجالات، حتى في البرامج الدينية، إذا استطعنا أن ننظر إلى الحياة من منظار جديد، وهو منظار الواقع والتوقع. وفي فقه التوقّع، يحاول الفقيه أن يستشرف المستقبل من خلال مُقاربات - أي تحاليل - عقلية للنص المقدس ولمتغيرات الحياة، للخروج بأحكام تتناسب مع حال المسلمين، وهذا ما تحتاج إليه الشاشة العربية اليوم.
في رمضان يجتمع الناس حول التلفاز، أردنا ذلك أم أبينا، ولم يعد رمضان شهراً للبرامج الدينية فقط، وصارت البرامج اليوم تُنافس المسلسلات في مشاهداتها. ومَنْ أراد أن يثري العقول فعليه أن يُصارح نفسه ويقول: كفاني تكراراً. ثم يبحث ويُفكر في مشكلات العقل العربي، ماذا ينقصه؟ أين الخلل؟ وإلى أين تتجه مسيرة الحضارة الإنسانية؟ وهل ما يقدمه سيطرح شيئاً جديداً أو لا؟ لو استطاع كل منتج ومُعدٍّ ومخرج ومقدم برامج أن يجيب عن هذه الأسئلة، بِتَجَرُّد، فستتحول الشاشة العربية إلى أحد روافد التنمية البشرية، والنهضة الفكرية، التي نحتاج إليها بشدة في عالمنا اليوم.