اعتبرت وسائل إعلام إيرانية الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الإيرانية في منطقة "خان طومان" بريف محافظة حلب السورية "كارثة"، نجمت عن "خرق" جيش الفتح الذي يضم عدداً من فصائل المعارضة السورية، للهدنة المعلنة في حلب.
وكان جيش الفتح الذي يضم حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وعدداً من الفصائل الأخرى، أعلن سيطرته على "خان طومان" جنوب غربي حلب، الأسبوع الماضي، بعد اشتباكات دامت عدة أيام.
وقال ناشطون ومصادر محلية لوكالة أنباء الأناضول التركية إن 30 جندياً إيرانياً، و20 من مليشيات شيعية أفغانية، و12 من المليشيات العراقية، و8 من حزب الله اللبناني، و20 جندياً من قوات النظام، قتلوا خلال معارك استعادة "خان طومان".
وأعلنت البيانات الصادرة عن الحرس الثوري الإيراني منذ السبت الماضي،عن مقتل 15 عسكرياً إيرانياً، بينهم اثنان من القادة رفيعي المستوى، إلا أن هذا الرقم يزداد مع الأخبار الواردة من المنطقة.
وعنونت صحيفة "قانون" القومية الإيرانية، خبرها عن الخسائر الإيرانية في "خان طومان" بـ"حلب أصبحت كربلاء"، وأوردت الصحيفة في خبرها أنباء غير مؤكدة تتحدث عن مقتل 80 جندياً إيرانياً على يد المعارضة السورية في اشتباكات خان طومان؛ بينهم أعضاء في لواء "فاطميون"، وفي المليشيات التابعة لحزب الله اللبناني.
واعترف القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، والأمين العام الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، على حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها إيران، قائلاً: "في كل حرب تكون هناك نجاحات وإخفاقات وانتصارات".
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الإيراني، إسماعيل كوثري، إن فصائل المعارضة السورية انتهكت وقف إطلاق النار، معتبراً أن وقف إطلاق النار ليس إلا "خدعة" من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
واعتبر كوثري أن "الدماء أريقت في خان طومان نتيجة لشرور الولايات المتحدة"، كما أكد كوثري الأخبار الواردة عن وقوع أسرى إيرانيين في خان طومان، قائلاً إن 5 أو 6 جنود إيرانيين تم أسرهم.
ونشرت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مقالاً للمحلل سعد الله زارعي، قال فيه إن روسيا فضلت عدم التدخل في خان طومان؛ لكي تحافظ على وقف إطلاق النار.
وقال الزارعي إن إيران لن تلتزم بوقف إطلاق النار بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بها، وستستهدف جميع فصائل المعارضة السورية، سواء كانت في قائمة الجماعات الإرهابية أم لا.
واعتبر الكاتب أن للسعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة، تأثيراً على فصائل المعارضة، إلا أنهم لم يستخدموا هذا النفوذ للحفاظ على وقف إطلاق النار، بحسب تعبيره.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، منصور حقيقت بور، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للمجلس، إن اللجنة ستعقد خلال عدة أيام، جلسة خاصة بمشاركة المسؤولين المعنيين، لبحث ما حدث في خان طومان، وسترسل فريق تحقيق خاص إلى المنطقة، لإعداد تقرير مفصل حول ما حدث.
وجراء النكبة التي لحقت بالقوات المعتدية هرول قاسم سليماني إلى حلب في محاولة لرفع معنويات جنوده.