أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

ستة أسئلة لمصر وجواب واحد

الكـاتب : عبد الله ناصر العتيبي
تاريخ الخبر: 01-03-2016


أين مصر؟

مصر ليست موجودة على مشهد الحلول منذ فترة طويلة. اختارت أن تختبئ خلف مشكلاتها الداخلية، وتراقب تكوّن أعاصير المشكلات في المنطقة. نعرف أن مصر أكبر بكثير من هذا الدور، ونعرف أن محورية تاريخها وجغرافيتها لا تستقيم مع هذا الوضع المعلّق، لكن المشكلة ليست هنا! المشكلة أن مصر أصبحت عاملاً معطلاً للحلول في المنطقة! القاهرة لا تصنع الحلول، ذلك أمر مقبول وغير منتظر، لكن أن تضع السياسة الخارجية المصرية العصا في العجلة كلما أردنا تقدماً إيجابياً في حلول مشكلات الشرق الأوسط، فهذا أمر غير منتظر، فضلاً عن أنه غير مقبول بالمرة!

لماذا لا تُفعّل مصر مشاركتها في التحالف العربي على أرض الواقع؟

مصر كانت إحدى الدول العشر التي أعلنت الحرب على ميليشيا الحوثي - صالح لاستعادة الحق اليمني العربي وتمكين الحكومة الشرعية من العودة إلى صنعاء، ورسم مستقبل اليمنيين بعيداً من الهيمنة الإيرانية.

كانت البيانات الأولى من الجيش المصري والحكومة المصرية تقول إن المصريين مصرون على عودة الشرعية اليمنية من خلال التدخل الخارجي. مضت الأيام، وسحب المصريون حماستهم تجاه المشاركة الجوية والبرية شيئاً فشيئاً، واكتفوا بوجود سلاحهم البحري بالقرب من مضيق باب المندب للإشراف على حركة الملاحة الدولية، وضمان سلامة المرور للسفن التجارية المتجهة عبر المضيق إلى قناة السويس! استثمرت مصر مشاركتها في «عاصفة الحزم» في تأمين مصالحها القومية، وهذا من حقها بالطبع، لكن السؤال يبقى: ما دامت مصر عبر أجهزتها الرسمية تعرف أن القضاء على مشروع الحوثي - صالح السياسي هو تفعيل للقومية العربية في مواجهة محاولات «أيرنة» جنوب الجزيرة العربية، فلماذا لا تضع التزاماتها التي التزمت بها في آذار (مارس) من العام الماضي على أرض الواقع؟

لماذا ترسل مصر بين الحين والآخر إشارات دعم لنظام بشار الأسد؟

الشعب المصري انتفض مرتين خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المرتين تمكن من إقصاء النظام الحاكم تحت إرادة شعبية ضاغطة، وبالتالي فالمصريون أكثر شعوب الأرض في هذا الوقت تحديداً درايةً بحاجة المقموعين والمسجونين في سجون الديكتاتورية، والمحكومين بالقبضة الأمنية في مختلف بقاع العالم، للانعتاق والانطلاق نحو عوالم الحرية. الشعب المصري يدرك اليوم أن الثورة الشعبية العريضة ليست مثل الثورة الطائفية أو الانتفاضة العرقية. ويعرف أكثر أن الشعب، أي شعب، لا يدخل إلى حقول الألغام وملاعب الرماح بأقدام حافية وصدور عارية إلا إذا كان يعيش قبل مرحلة «المنايا أن يكنّ أمانيا» بقليل.

وللأسف الشديد لم ينعكس هذا الشعور على إعلام مصر الداخلي ولا على سياستها الخارجية، إذ ظل الموقف المصري من بشار خاضعاً لقراءات متغيرة طوال السنوات القليلة الماضية. وفي الفترة الأخيرة بدأ الموقف المصري يستقر شيئاً فشيئاً باتجاه دعم بشار الأسد، ليس لأنه حاكم عادل، وليس لأن نظامه يحاكي مخرجات الثورة المصرية، وليس لأنه على وفاق استراتيجي مع مصر، وإنما لأنه عدو لدود لرجب طيب أردوغان، ولأن المملكة وقطر والإمارات تقف جميعها ضده، ومصر الخارجة للتو من ثورتها الشعبية لا تريد أن يلحق قرارها بقرار دول عربية كانت تعتبر مصر بالأمس رأس الحربة في أي تحرك عربي!

لماذا استضافت مصر وفداً رسمياً من «حزب الله» الشهر الماضي؟

مصر تعرف بالضبط ما يعنيه استقبال أعضاء من «حزب الله» في القاهرة في شكل رسمي، والتقاؤهم بشخصيات حكومية والتباحث حول أمور لم تُعلن. تعرف مصر جيداً ماذا يعني هذا الأمر لدول مثل السعودية والإمارات! لمصر كل الحرية في استقبال من تريد من المنظمات على أراضيها. هذه مسألة سيادية لا نقاش فيها، لكن عندما يتعلق الأمر بجماعة محظورة ومعادية لدولة حليفة فإن في المسألة شيئاً من غموض! هذا يشبه تماماً أن تقوم السعودية أو الإمارات بتنظيم مؤتمر دولي لـ «الإخوان»!

لماذا أصبح الإعلام المصري الرسمي يتحسس من أية إشارة إيجابية للمملكة؟

في الفترة الأخيرة، أصبح الحديث بإيجابية عن المملكة في الإعلام المصري مدعاة للتحسس والسقوط في المحذور، وصار بعض إعلاميي مصر الكبار يسوقون التبريرات والتخريجات قبل حديثهم عن السعودية لأن هناك شعوراً عاماً بدأ في التخلّق في مصر الجديدة يتمثل في أن امتداح السعودية في الإعلام المصري هو بالضرورة انتقاص من دور مصر وأهميتها وتاريخها في المنطقة! وليت الأمر توقف عند الصمت عن دور السعودية في المنطقة وتصديها للتهديدات التي تحيق بمستقبلنا كعرب. ما هو أمرّ وأدهى أن بعض إعلاميي القطاع الخاص تجاوزوا كل أواصر الإخوة وأدبيات الجيرة، وصاروا يحترفون انتقاد السعودية والهجوم عليها كل مساء في برامجهم اليومية! يفعلون ذلك ليؤكدوا فقط أن مصر ليست خلف السعودية! ومن قال إنها كذلك؟

متى تعود مصر؟

مصر غائبة عن المشهد العربي والمشهد الأفريقي، وهي بوضعها الحالي لا تستطيع أن تتعايش مع الإيقاع السريع للأحداث خارجياً بسبب هواجسها الداخلية المتعاظمة! ولأنها لا تستطيع فهي لا تريد أن يستطيع أي أحد آخر. هي تشبه تماماً الأب الكبير السن الطريح الفراش، الذي يرفض أي تحرك من أبنائه بحجة أنه سيشفى وسيبادر الى القيام بأعماله بنفسه.

كل العرب يتمنون أن تشفى مصر، وستشفى بإذن الله، لكننا على الجانب الشرقي من البحر الأحمر نريد فقط أن تكون مصر لنا لا علينا، وسنحفظها في مرضها كما حفظت هي كل العرب في صحتها وقوتها. وعليها ألا تتحسس كثيراً من مسألة القيادة والريادة، فهذه مسائل لا وجود لها في عالم اليوم القائم على الأحلاف والتكتلات.