أكد مصدر سياسي عراقي رفيع، الخميس(4|2) أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت حكومة بغداد بانتفاء الحاجة إلى الحشد الشعبي (مليشيات شيعية تابعة للحكومة)، في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف المصدر (طلب عدم الكشف عن هويته) لوكالة الأناضول التركية، أن "واشنطن أبلغت -عبر دبلوماسييها- مسؤولين في حكومة بغداد، بأن الحاجة إلى الحشد الشعبي قد انتفت، ما يعني ضرورة العمل على إنهاء دوره على جميع الأصعدة".
وتشكل الحشد الشعبي صيف عام 2014، ليسهم في وقف زحف تنظيم "داعش" على العاصمة بغداد، عندما اجتاح الأخير شمال البلاد وغربها، ولاحقاً خاضت عناصر الحشد إلى جانب القوات العراقية الحرب لاستعادة الأراضي من التنظيم، لكنهم يواجهون اتهاماتٍ بارتكاب انتهاكات بحق السكان السنة.
وحثت واشنطن مراراً، بغداد على إبعاد الحشد الشيعي عن الحرب، وتحقق الأمر للمرة الأولى في الحملة العسكرية التي أفضت لاستعادة مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار غربي البلاد في ديسمبر الماضي. في وقت حذر فيه القائمون على الحشد من مساعي إنهاء دوره في العراق.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد، النائب أحمد الأسدي، في بيان، الخميس: "هناك إرادات دولية وإقليمية، تدعمها بعض الإرادات الداخلية من قبل جهات سياسية (لم يسمها)، تسعى لإضعاف الحشد الشعبي، وإنهاء دوره في العراق".
إلى ذلك، رفض تحالف القوى العراقية (أكبر كتلة سنية في البرلمان)، تشكيل لجنة نيابية تعنى بشؤون الحشد الشعبي، معتبراً أنه "أمر يخالف الدستور والقانون".
ووفقاً لبيان صادر عن عضو التحالف، النائب محمد الكربولي، فإن "موقف اتحاد القوى من دعوات البعض لتشكيل لجنة للحشد الشعبي، ينطلق من عدم دستورية الدعوة، كون الحشد لحد الآن تشكيلاً حكومياً وليس دستورياً، لعدم صدور قانون وفقاً للدستور من مجلس النواب بذلك".
وارتكبت هذه المليشيا جرائم حرب وحقوقية ضد السنة في العراق وقتلت وشردت عشرات الآلاف منهم ونكلت بهم ودمرت مساجدهم وصادرت ممتلكاتهم وهجرتهم من مدنهم وبلداتهم.