كشفت مصادر مطلعة للموقع اليمني الإخباري "يمن برس" أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمت بمبادرة لإخراج أسرة الرئيس السابق علي صالح من الورطة التي وقعت فيها بتحالفهم مع ايران ضد المملكة العربية السعودية والشعب اليمني.
وقالت المصادر إن الإمارات طرحت مقترحا يقضي بخروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من اليمن لمدة 15 عاماً، بينما يعود نجله أحمد من الإمارات إلى اليمن ليقود الحرب ضد الحوثيين، بحيث يكون له الدور الأبرز في هذه الحرب ويضمن له الوصول إلى السلطة في المرحلة القادمة.
وكلفت الإمارات وساطة قبلية يمنية رفعية المستوى بهدف إقناع الرياض بهذا المقترح، وتزامن هذا مع نشاط كبير من جناح صالح بتحريك مظاهرات موالية للرئيس السابق ونجله لا ترفع صور عبدالملك الحوثي أو شعار جماعة الحوثي، كما تم تدشين حملة إعلامية لتلميع نجل صالح وإظهار أن له أنصار كثر مستعدين للحرب في صفه، وتم تدشين ذلك بمسرحية “عطر كازنوفا” التي أخذت صدى كبيراً وكان أبطالها أحد المقربين من صالح ذاته، كما تضمنت الحملة الإعلامية مقالات وتحليلات تروج إلى أن أحمد علي مختلف عن والده، وأنه كان معترض على ما حدث وأنه لم يكن راضياً للتحالف مع إيران رغم أنه هو من ألتقى بضباط الحرس الثوري الإيراني وأتفق معهم على كل التفاصيل، كما يتم الترويج بأنه بمثابة منشق عن والده ومن ذلك مقالات الكاتب المؤتمري الموالي لأسرة صالح والمتواجد في الرياض سام الغباري الذي كتب عدة مقالات تهاجم الرئيس السابق وتلمع نجله.
وتوقعت المصادر أن يكون صالح له يد في الإغتيالات الأخيرة التي تمت لقيادات في جماعة الحوثي بهدف إقناع السعودية بأنه قادر على تغيير موازين القوى وأن لديه إستعداد حقيقي لخوض حرب ضد مليشيا جماعة الحوثي.
وأكدت المصادر للموقع اليمني، أن السعودية رفضت المبادرة جملة وتفصيلاً ورفضت أي حوار يعقد مع صالح، وأصرت المملكة على أن لا يكون هناك أي دور مستقبلي للرئيس صالح علي عبدالله صالح ونجله، وتوقعت المصادر أن هذه المبادرة ستعني هزيمة للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية رغم الإنتصارات التي حققتها، وما سيفهم على أن المملكة هزمت أمام صالح فأضطرت للتحالف معه.
ورأى الموقع اليمني والذي يتخوف من تحقيق هذا السيناريو، أنه من المؤكد أن خروج المخلوع السابق صالح من اليمن في ظل وجود نجله داخل اليمن لن يعني سوى تبديل الأدوار وأن صالح سيستمر في الإمساك بخيوط اللعبة من الخارج، كما أن عودته ستكون بعد سنوات قليلة بمجرد وصول نجله إلى السلطة ولن تستمر لـ 15 عاماً، كما سيؤدي إتفاق كهذا إلى تذمر المقاومة الشعبية والجيش الوطني وربما تفكك ما تم بناءه خلال الأشهر السابقة من الحرب، فكيف ستقبل المقاومة بالتحالف مع من تقاتلت معهم.
وكذبت المصادر أن يكون العميد أحمد علي تحت الإقامة الجبرية أو أن هناك أي ضغوط تمارس عليه في الإمارات، أو كما تتردد أخبار بأنه تم إعتقاله، ووصفت تلك الأنباء بأنها غير صحيحة تهدف إلى إمتصاص أي هجمات إعلامية ضد أحمد علي، وتظهر هذه الشائعات كلما تطرق الإعلام لأحمد علي وسلوكه وخيانته للمملكة العربية السعودية وطعنها من الخلف بتحالفه مع إيران.
وأكد الموقع، شكل نجل صالح لوبي ضغط في الإمارات أغلبهم من أسرتي دويد والقاضي ألتان تربطهما علاقات مصاهرة وقرابة بأسرة صالح، حيث وأن هناك العديد من أفراد الأسرتين متواجدين في دولة الإمارات، ويعملون على إستقطاب أصوات تدعم المبادرة وتعتبرها الحل الأمثل، كما يتم استقبال شخصيات انفصالية رفعية المستوى إلى الإمارات بالتنسيق مع الدولة هناك وبطريقة سرية، ويتم التنسيق مع تلك الشخصيات على تبني مواقف معينة والترويج لها بأن الحل يكمن بيد أحمد علي ويجب إعادته إلى الواجهة، على حد قول الموقع اليمني.
وما يعزز هذه الرواية أن أبوظبي لا تزال تحتض نجل المخلوع وتوفر له حماية خاصة وفق ما أكد المخلوع صالح ذاته، فضلا أن المخلوع يتجنب انتقاد أبوظبي تماما في حين يسلط انتقاداته للسعودية التي تحبط أولا بأول أية مؤامرات جديدة تستهدف اليمن تحت مسميات مبادرة أو مسمى آخر.
وتوفر أبوظبي لداعمي الانفصال في اليمن منابر إعلامية ودبلوماسية كبيرة وتستضيف شخصيات انفصالية بصورة كثيفة ولا تخفي تأييدها لانفصال عدن سواء بمقالات تنشر في صحف الإمارات الرسمية أو في تغريدات وتصريحات من جانب أنور قرقاش وزير الشؤون الخارجية أو ضاحي خلفان الذي يتدخل في الشأن اليمني بصورة فجة على ما يصف ناشطون يمنيون، في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وضرورة احترام السيادة الوطنية للدول الأخرى في الوقت الذي لا تلتزم أبوظبي بهذه المبادئ في سياساتها الخارجية على حد اتهام الناشطين.
وسبق أن طرح خلفان على السعودية التحالف مع صالح إن أرادت الرياض القضاء على التمرد الحوثي، ولكن السعودية تملك رؤية واضحة تعتبر أن الحوثي والمخلوع وجهان لعملة واحدة لا بد من التصدي لهما معا وعدم قبول أي ابتزاز سياسي.