أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

الإمارات.. ابتكار الآباء المؤسسين

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 29-11-2015

لا يمكن أن ينتهي عام الابتكار دون المرور على تجربة دولة الإمارات السياسية باعتبارها أحد أهم ابتكارات القرن العشرين. فلو تمعنا في التعريف الفعلي للابتكار لوجدنا أنه «التفكير في حلول لمشكلة ما تهم البيئة أو المجتمع ويستفيد منها أكبر قدر من الناس. فإيجاد الحل ومن ثمة تطبيقه بنجاح هو الابتكار الحقيقي».

هذا التعريف ينطبق على خطوات تأسيس دولة الإمارات. فدولة الإمارات لم تكن استحضاراً لأي تجربة سياسية معاصرة أو استنساخاً لتجربة غربية كما يظن البعض بل تجربة مستوحاة من ظروف البيئة المحلية سياسياً واجتماعياً. فهي ليست دولة فيدرالية أو كونفيدرالية بل هي نتاج تفكير الآباء المؤسسين للوضع في المنطقة بعد الانسحاب البريطاني.

لذا يمكن النظر إليها كأحد أهم الابتكارات السياسية التي طورها الآباء المؤسسون حين كانت الظروف السياسية آنذاك تتطلب وجود كيان يلم شمل تلك المشيخات الصغيرة ويوحدها. وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية كانت تفضل إنشاء نوع من الوحدة إلا أنها لم تكن مدركة لنوعية ذلك الكيان.

فالظروف في المنطقة لم تكن بالسهولة التي تصورتها بريطانيا، فلم تكن مقومات نجاح الاتحاد كالمؤسسات السياسية أو البنية التحتية موجودة. كما أن الظروف الإقليمية المحيطة بالدولة الجديدة لم تكن معقدة فحسب بل بالغة الدقة والحساسية. لذلك فولادة كيان اتحادي في هذه الظروف ودون الأخذ بالاعتبارات الموجودة في المنطقة لم يكن بالأمر السهل.

ولكن على الرغم من كل الصعوبات إلا أن عزيمة الآباء المؤسسين كانت أقوى. فتلك العوائق لم تثنيهم من المضي في ابتكارهم الذي صمموا عليه ألا وهو خلق كيان سياسي يلبى احتياجات أهل المنطقة وتكون لديه القدرة على البقاء والاستمرارية.

إعلان قيام الاتحاد يوم 2 ديسمبر 1971 كان الولادة الحقيقية للكيان الاتحادي، ولكن ذلك لا يعني أن الاتحاد ولد قوياً. فالصعوبات التي يواجهها أي كيان وليد بدأت تظهر حالما رفرف علم الاتحاد على المباني الحكومية. فغياب البنية التحتية والمؤسسات الاتحادية ومنها الجيش الموحد بدأت كعقبة كأداة في طريق الاتحاد الشمولي الذي يتمناه الآباء المؤسسون.

وما أن مضت السنوات الخمس الأولى حتى تكشفت مجموعة أخرى من التحديات التي لا بد من تخطيها لكي يجتاز الاتحاد مرحلة التكوين إلى مرحلة التمكين. ولكن تلك التحديات ما لبث أن تم التغلب عليها ليثبت الاتحاد للعالم أنه قادر على البقاء والاستمرارية على الرغم من كل الصعوبات والتحديات.

لم ينتهِ دور الآباء المؤسسين مع قيام الدولة بل ازداد دورهم رسوخاً أثناء المرحلة الانتقالية للمجتمع من القبيلة إلى الدولة. فمجتمع الإمارات القبلي الذي لم يعرف ولاءً إلا لشيخ القبيلة أصبح عليه نقل الولاء إلى الدولة الاتحادية، وهنا برز دور الآباء المؤسسين المساند للدولة القومية. فلولاهم لما أصبحت تلك النقلة تدريجية وسلسة.

إن دولة الإمارات منذ قيامها وحتى الآن تقدم كل يوم أمثلة حية على الابتكار والتعايش في عالم متغير ومتطور. فلولا الابتكار في أساليب الإدارة والابتكار في أنماط المعيشة ..

وفي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية والاستفادة القصوى من ذلك التنوع الموجود في الإمارات لما حازت الإمارات هذه المكانة التي تحتلها اليوم. وفي كل هذا كان للآباء المؤسسين دور مهم في ترسيخ قيم الولاء والانتماء للدولة الاتحادية.

فهم من وقف إلى جانب هذا الكيان كالطود حتى اشتد عوده وترسخ بنيانه، وهم الشعلة التي احترقت لتنير لأجيال اليوم الطريق، وهم من رسم لأجيال الغد خارطة الطريق التي سوف يسيرون عليها. فالقيم الإماراتية التي قام عليها مجتمع الإمارات رسخها وعززها الآباء المؤسسون ومن عاصرهم من جيل نهل من منهجهم الفكري وتمترس في حصون عقيدتهم الراسخة بأهمية وجود الاتحاد. ولذا فإن الاتحاد بالنسبة لهم لم يكن فقط قضية بلد وحدود بل قضية وطن ووجود.

إن الإمارات وهي تحتفل اليوم بمناسبة يومها الوطني الرابع والأربعين تبدو أكثر قوة ورسوخاً وتميزاً وابتكاراً. فمسيرتها الحالية يرعاها جيل متمرس من الأبناء المؤسسين الذين نهلوا من مدارس الآباء وأقسموا على السير على خطاهم. وتحت رعاية الأبناء المؤسسين يسير شعب الإمارات من تقدم إلى آخر وتحت قيادتهم يعبر مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين.