قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن إسرائيل ستفتح مكتبا دبلوماسيا في الإمارات، وهي أول مرة في أكثر من عقد التي يكون فيها لإسرائيل تواجد رسمي في الخليج العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن البعثة الدبلوماسية ستمثل إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي منظمة دولية مقرها خارج أبو ظبي، عاصمة الإمارات.
ونقلت عن "دوري جولد" المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الذي يقود الجهود لفتح مكتب للبعثة أن المكتب الدبلوماسي ليس سفارة أو قنصلية إسرائيلية في الإمارات، ولكنه مكتب في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وهي منظمة دولية.
وذكرت الصحيفة أن أول صحيفة كشفت عن فتح المكتب هي "هآرتس" الإسرائيلية التي نقلت عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن المكتب سيفتح قريبا، وسيقود البعثة الدبلوماسي الإسرائيلي"راني حتان".
ونقلت الصحيفة بيان لوكالة الطاقة كشف عن زيارة وفد إسرائيلي قبل أيام لمقر الوكالة، وأشار رئيس مكتب الاتصالات بالوكالة إلى عدم وجود أي بعثة دبلوماسية معتمدة لدى الوكالة لأي من الدول الأعضاء بها في أبو ظبي لأن معظم الدول ممثلة ببعثاتها الدبلوماسية في الإمارات.
وقد بررت الخارجية الإماراتية في تصريحات لأحد موظفيها بأن المكتب الإسرائيلي مرتبط بإيرينا، ولكن الصحيفة تؤكد أنه لا حاجة لهذا التمثيل وأنه لا يوجد لأي دولة في العالم تمثيل خاص لهذه المنظمة وإنما من خلال سفارات وبعثات دول العالم الموجودة أساسا في الدولة. وبهذا يرى ناشطون أن ما كشفته الصحيفة الأمريكية ينسف تماما التبريرات الحكومية رغم أن الرأي العام الإماراتي لم تنطلِ عليه هذه الذرائع.
وذكرت الصحيفة أن آخر تواجد رسمي لإسرائيل في الخليج كان عام 2000م، وذلك عندما قامت الحكومة القطرية بإغلاق البعثة التجارية الإسرائيلية لديها بعد 4 سنوات من فتحها.
وأشارت إلى أن جهود إسرائيل لفتح مكتب لبعثتها في الوكالة بدأ بعدما دعمت طلب الإمارات عام 2009م للإنشاء مقر للمنظمة في أبو ظبي، لكن هذه الجهود تعطلت بعد اغتيال المسؤول في حماس محمود المبحوح بأحد فنادق دبي عام 2010.
ونقلت الصحيفة عن "يوسي ألفر" مؤلف كتاب "بحث إسرائيل عن حلفاء في الشرق الأوسط" أن تلك البعثة تمثل جهدا مكثفا جدا من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع الدول العربية السنية، على الرغم من الافتقار إلى التقدم في القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن إسرائيل أحدثت تقدما في الدفع باتجاه إقامة علاقات رسمية مع دول الخليج بسبب مشاركتهم للعداء تجاه إيران، فإسرائيل ودول الخليج عارضوا الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة وقوى عظمى أخرى، وقلقون من تدخل طهران في الصراعات الإقليمية بما في ذلك حربي سوريا واليمن.
وعبر "ألفر" عن عدم دهشته بأن هناك من تحرك في الخليج بخطوة شجاعة باتجاه علاقات أكثر انفتاحا مع إسرائيل، لكن هؤلاء غطوا أنفسهم بأن التحرك ليس عبارة عن علاقات ثنائية.