من المقرر أن تقوم جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في الدولة بتنكيس الأعلام في ال30 من نوفمبر الجاري من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 11:30 من صباح نفس اليوم.
وأعلنت وزارة شؤون الرئاسة أن تنكيس الأعلام يأتي ضمن فعاليات إحياء ذكرى يوم الشهيد، لتعبر عن احترام وإجلال وإكبار تضحيات الشهداء في كافة الميادين.
وتقترب ذكرى يوم الشهيد مع التحاق جندي جديد بركب شهداء القوات المسلحة، إثر إصابته التي تعرض لها في تفجير قاعدة صافر في مأرب مطلع سبتمبر الماضي، وكان الشهيد ناصر على البلوشي قد فارق الحياة إثر إصابته بعد أن كان يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات ألمانيا منذ سبتمبر الماضي.
ووقع الاختيار على يوم 30 نوفمبر كيوم للشهيد لمصادفته ذكرى استشهاد أول جندي إماراتي في الاتحاد وهو الجندي سالم سهيل خميس، والذي استشهد أثناء دفاعه عن جزيرة طنب ضد الهجمة الإيرانية عليها بهدف احتلالها في عام 1971.
وبين أول شهيد وشهداء اليوم نرى العديد من المفارقات، فالشهيد سالم كان يواجه خطراً حقيقياً على أراضي الدولة واستشهد وهو يدافع عن وحدته ضد الهجوم الإيراني رافضاً الاحتلال لجزيرة إماراتية خالصة.
يذكر عن الشهيد سالم أنه كان ووحدته القتالية يشكلون فقط 7 مقاتلين في منطقة تمركزهم، وهو عدد قليل إذا ما قورن بالقوات الغازية التي هاجمت المكان. ومع ذلك فلم يبارح مكانه وحارب ببسالة حتى استشهد للدفاع عن أرض إماراتية ضد عدو حقيقي.
وفي ذلك الوقت، لم تتوانى الدولة في الكشف عن العدو والإشارة إليه، وقطع كل صلة به، وكان الأمر واضحاً لجميع المواطنين والعالم أجمع.
أما اليوم، فعلى الرغم من استشهاد العديد من جنود القوات المسلحة الإماراتية في اليمن، إلا أن أهداف الحملة لم تتسم بالوضوح أبداً. فالقوات المسلحة تتحدث عن محاربة خطر يتهددها في اليمن، متناسية الخطر القريب منها والذي يحتل أجزاءً من أراضيها كان الأولى توجيه الضغط والتركيز عليه.
وعلى الرغم من فضح التحقيقات لدور المخلوع صالح في حادث مأرب على سبيل المثال، عدا عن دوره في أزمة اليمن الحالية بشكل كلي ودور قواته في التسبب باستشهاد ما يزيد عن 60 من خيرة أبناء الوطن والقوات المسلحة، إلا أن إبن المخلوع صالح ما زال يعيش على أرض الدولة التي أرسلت الجنود للقتال في اليمن.
لا يمكن تصور أي تفسير منطقي لاستمرار استضافة الدولة لأحمد نجل المخلوع صالح، وهو أحد أشد المقربين إليه، وكان يعمل قائداً للحرس الجمهوري الخاص والذي يعد القوة الضاربة بيد صالح الآن.
بين 1971 واليوم شهداء كثر، لا يحتاج الشهيد ليوم له تنكس فيه الأعلام بقدر ما يحتاج إلى طيب ذكره بين أبناء الوطن، وبقدر ما يحتاج إلى رؤية وطنية واضحة نابعة من الشعب و من أجل مصالح الشعب الإماراتي و الأمة العربية، يبذل أبناء الإمارات في سبيلها الغالي والنفيس.