أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

القابلية للاستدعاش!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-11-2015

في الثمانينات من القرن الماضي تأسس تنظيم «القاعدة» بوصفه تنظيماً دينياً هدفه الواضح هو إنهاء النفوذ الأجنبي في بلاد المسلمين وإنشاء الخلافة الإسلامية، وقد اكتسب «مشروعيته» ووجاهة أهدافه بعد التمكن من تحقيق نموذج ساطع لذلك الهدف هو طرد الاتحاد السوفياتي من أفغانستان بمساهمة غير خفية من الحليف القديم الولايات المتحدة الأميركية. لكن أحداث 11 سبتمبر حوّلت الحليف إلى عدو، والمساندة في سهول أفغانستان إلى مطاردة في كهوفها!

توسع تنظيم «القاعدة» بعد ذلك، وتمددت شريحة المنتمين إليه أو المتعاطفين معه، وبالتالي انتشرت عملياته الإرهابية إلى خريطة جغرافية أوسع، وتحت ذرائع أكثر تنوعاً وأكثر عمقاً. وقد انطلق إثر ذلك الكثير من المحللين والباحثين في تشخيص وتحليل أسباب انتماء الشباب المسلم إلى تنظيم «القاعدة» والاستجابة لندائه «الجهادي». كانت حصيلة تلك التحليلات أسباب عدة ومتفاوتة في وجاهتها وأهميتها، من أبرزها: حدّية الخطاب الديني، أحادية الخطاب الإعلامي، صورة الآخر في مناهج التعليم، غياب العدالة الاجتماعية، تغييب المشاركة السياسية، الاحتقان من المعايير المزدوجة عند الغرب، وأسباب أخرى كثيرة، انشغل الكتّاب والإعلاميون بمناقشتها وإعادة ترتيبها بحسب الأهمية، إذ لم نكن ملزمين باختيار سبب واحد فقط لتفسير الجذب «القاعدي» للشباب، فالأسباب المطروحة على طاولة النقاش تحمل كلها وجاهة وقبولاً، وإنْ بدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر ومن تنظيم فرعي إلى آخر.

هذا الاختلاف في أسباب الجذب لم يربك المتفق عليه في شأن هوية كوادر التنظيم، إذ كانوا شباباً تجمعهم سمة التدين والالتزام بشعائر الإسلام، بغض النظر عن موقفهم المنحرف من الآخر. كما أن مصادر تمويلهم لم تكن عصيّة على الكشف، في حدود الإمكانيات التي يُظهرونها في تسليحهم وفي إعلامهم المقاتل.

هذه هي حالنا المعرفية مع «القاعدة» بإيجاز، فماذا عن حالنا مع «داعش»؟!

لنبدأ بالاسم، فمسمى «داعش» أو ISIS لا ينطلق في تكوينه اللغوي من بنية عربية، بل من بنية غربية وأميركية تحديداً. أما عن ماهية الخطاب الذي يروّج له «داعش» كتنظيم ذي رسالة واضحة محددة، فإنه لا يوجد حتى الآن خطاب متماسك وصارم يمكن وصفه بالخطاب «الداعشي»، إلا إذا أمكن وصف بيانات التشفي عقب العمليات الإجرامية والوعيد بالمزيد من لدنها بأنها «خطاب»!

الإمكانات المذهلة التي يملكها «داعش»، سواءً منها الأسلحة العسكرية الثقيلة أو الأسلحة الإعلامية المتقدمة الصنع، تثير تساؤلات كثيرة ما زالت عصيّة على الفهم وعلى كشف مصادر التمويل، بل والسؤال الأكثر غموضاً عن مصادر التزويد؟!

أما عن الكوادر التي تنفذ عمليات «داعش»، ففي كل يوم تضعف فرص وضع المواصفات المؤطّرة لها، فهم نتاج مناهج تعليم متنوع من أقصى التشدد إلى أقصى التفسخ، وهم نتاج مجتمعات إسلامية متزمتة أحياناً ومجتمعات ليبرالية ملحدة أحياناً أخرى. أما التاريخ السلوكي لـ «مجاهدي داعش» فهو متفاوت ومتناقض، إذ يمتد من المساجد إلى الحانات، ومن الملتحين إلى الخمّارين، ومن المحجبات إلى الداعرات (مع اعتذاري عن الربط بين الفضيلة والرذيلة في سياق تعبيري واحد)!

وبمواصفات كهذه، يبدو «داعش» كأنه تنظيم متمرد يمكن أن ينضم إليه المسلم وغير المسلم، لتحقيق أهداف تدميرية في أي مكان من هذا العالم للتعبير عن حالة غضب اجتماعي، فردي أو جماعي، وسيتولى البيان الذي سيصدر لاحقاً تأطير العملية الإرهابية في إطار ديني.

كان «القاعدة» تنظيماً سرياً يعرف الناس عنه الكثير من المعلومات المعلنة. أما «داعش» فهو تنظيم مُعلَن لم يعرف الناس الكثير من أسراره الغامضة!

وإذا استطعنا أن نصِف «القاعدة» بأنه تنظيم إسلامي مُخترَق، فإن «داعش» تنظيم إسلامي مُختلَق!