إثر زيارة وفد قيادة حركة حماس للسعودية عشية عيد الفطر شنت الإمارات ومصر وإيران حملة انتقادات عنيفة ضد الزيارة بصورة كبيرة للغاية، في حين كانت أسرائيل أقل المنتقدين لها. مصر ركزت انتقادها على السياسة السعودية الملك سلمان، وكذلك شارك في ذلك الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي. أما إيران فقد وجهت انتقادها لخالد مشعل وحماس تحديدا بسبب الزيارة.
تغريدات خلفان التي انتقد فيها زيارة القرضاوي والزنداني للرياض وضعت في سياق انتقاد الملك سلمان وسياسته في المنطقة ما دفع ناشطين خليجيين وعربا للتصدي لتلك التغريدات. وفي وقت لاحق غرد خلفان بهجوم عنيف على مشعل، بسبب زيارته للرياض أيضا.
قال خلفان في بداية تغريداته، "لو كان في مشعل خيراً لتعاون مع فتح التي أطلقت أول شرارات المقاومة ضد إسرائيل، ولكن لا خير فيه"، على حد وصفه. ورد ناشطون على ذلك بالقول، لا أحد ينكر وجود اختلاف في برامج الحركتين السياسي والعسكري وهذ أمر طبيعي وصحي في العمل السياسي، على خلاف الوضع في الإمارات التي تعتقل مثقفيها وعلمائها لتوقيع عريضة تطالب بإصلاح المجلس الوطني الوطني، مع أنهم يعلنون ليل نهار ولاءهم لشعبهم ودولتهم.
وزعم خلفان: " لو كان مشعل خطرا على اليهود لتخلصوا منه بسهولة جدا.. لكن هم عارفين تمام.. أحمد ياسين كان متوافقا في المواقف مع فتح.. قتل!!". الناشطون انتقدوا خلفان لهذا الاستنتاج القائم على "التعسف والمناكفة" حسب وصفهم، معتبرين أن هذا الاستنتاج قد ينطبق على جميع الزعماء العرب والخليجيين منهم، ما دام محدد الاغتيال هو خطورة هذا الشخص أو ذاك على إسرائيل، فهل يقبل هؤلاء أن يوصفوا بأنهم ليسوا خطرا على دولة الاحتلال لمجرد عجزه عن اغتيالهم.
وادعى خلفان محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن قبل سنوات بأنها "تمثيلية مفبركة"، مضيفا: "لو ضرب لما عاش.!!". وأعاب الناشطون على الفريق خلفان بهذا الاتهام، أنه يضع الملك الراحل حسين بن طلال(1999) والد الملك عبد الله بن الحسين والأميرة هيا بنت الحسين قرينة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي أحد أطراف هذه "التمثيلية المفبركة". فكما هو ثابت أن الملك الراحل هو من أنقذ مشعل بعد محاولة الاغتيال واعتقال المنفذ والضغط على إسرائيل لتقديم المصل المضاد للسم مهددا باعتقال المهاجم في ساحات عمان، ثم أجبر إسرائيل على الإفراج عن أحمد ياسين.
وبتغريدة أخرى، قال ضاحي خلفان: "خالد مشعل ينكل بالسلفيين في غزة". ويرى مراقبون أن التوتر الناشئ بين بعض مناصري داعش بغزة، لا يختلف عن سلوك أي عاصمة عربية مع عناصر التنظيم المتطرف، بل إن داعش استهدفت الأمن في غزة ومن الطبيعي التصدي لها. في حين يرى المراقبون أن الإمارات تحارب السلفيين والإخوان والليبراليين وكل قوى الأمة الحية بقوانين وقوائم وإجراءات وتشارك بحروب في مالي ضد الإسلاميين، وضد داعش في سوريا والعراق دون أن يشكل أي مما سبق أي تهديد عليها من قريب ولا من بعيد وتدخل حروبا لا ناقة فيها ولاجمل، كما أكد الكاتب المصري فهمي هويدي مؤخرا في مقاله "حروب أبوظبي".
وعلّق خلفان حول علاقة حماس بإيران: "هل نسي خالد مشعل أيام تقبيله لعمامة الخميني!!!"، وتابع: "خالد مشعل وجد أمريكا تصافح إيران.. فجاء إلى المملكة بعد أن طرده خامنئي!!". ويؤكد مراقبون أن السعودية هي التي قاطعت حركة حماس في عهد الملك عبد الله بتحريض من محمد دحلان الذي يوصف بأنه مستشار ولي عهد أبوظبي الأمني ونظام السيسي ومبارك من قبله. وتجاهل خلفان حقيقة ما تؤكده وثائق ويكليكس السعودية والأمريكية عن وجود علاقة سرية وتعتبرها السعودية "مشبوهة" بين أبوظبي وطهران، رغم أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية منذ نحو 5 عقود.
كما اتهم خلفان، "المليونير خالد مشعل يعيش في بحبوحة، ولا يعرف عن معاناة الغزاوية شيئا"، وأضاف: "حفلات أعراس عملها ما يعملها حدا".
وختم تغريداته بإطلاق تهم قوية لخالد مشعل، مغردا: "خالد مشعل أخطر على الفلسطينيين من نتياهو نفسه، وبوجوده تضمن إسرائيل عدم التوافق الفلسطيني - الفلسطيني"، على حد زعمه.