أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

غرسوا الخير ونغرس مثلهم

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 09-07-2015


حكاية المثل القائل «غرسوا فأكلنا، ونغرس فيأكلون» من الحكايات المعروفة عن ملكٍ مرّ في أثناء تنزهه بعجوز مقوس الظهر واهن القوة يغرس فسيلاً، فتوقف مأخوذاً بنشاط العجوز وسأله عن سنّه، ثم قال له: ومتى تأكل ثمر ما تغرس وأنت في الثمانين من عمرك وهو لا يثمر إلا بعد عدة سنوات؟! فأجاب العجوز بذلك الجواب الذي ذهب مثلاً.


وأعتقد أننا في الإمارات في أمسّ الحاجة إلى تأريخ شخصية مجتمع ما قبل الاتحاد، فالنهضة الإماراتية التي أصبحت حديث أهل الأرض، وقريباً ستصل أصداؤها المريخ، وهذه التنمية الشاملة التي نراها بأعيننا في كل شبر من الإمارات، ونعيشها، وننعم بها، هي في رأيي انعكاسٌ لشخصية مجتمع الأجداد، وثمرة غرسهم.
شخصية المجتمع التي أعنيها هي قيم أفراد مجتمع ما قبل الاتحاد، وثوابتهم، وقناعاتهم، وميولهم، وتطلعاتهم، ومشاعرهم، وخطوطهم الحمراء، وآدابهم العامة، وطرائق تفكيرهم، ووجهات نظرهم، واتجاهاتهم، وسلوكياتهم، وطباعهم.


وأزعم أن الخير كان عنواناً لشخصية ذلك المجتمع، ولا أعني بالخير هنا ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من أنه ينحصر في مساعدة المحتاجين، فرغم أن بذل المال للمحتاج أمر محمود، لكنه من أهون الأمور على النفس في مقابل أن يكون الإنسان خيّراً تتجلى فيه قيم الرحمة والشفقة والرأفة والمحبة والصدق والوفاء والأمانة والعدل والإنصاف والمروءة، ومكارم الأخلاق بشكل عام.


ولا شيء غير الخير، وغرس الخير، يفسّر الثمر الجميل المختلف الألوان الذي جناه الأبناء والأحفاد، فلا يمكن أن يثمر غرس الشجر ولا يثمر غرس البشر، ولا يمكن للفسيل إلا أن يثمر رطباً بعد حين، ولا يمكن للخير إلا أن يثمر نهضة ونجاحاً، كما أن المقومات المادية والكفاءات الإدارية والكوادر البشرية التي نهضت من خلالها الإمارات، امتلكتها أيضاً دول أخرى قريبة وبعيدة، لكنها لم تنهض، أو انتكست سريعاً من بعد نهوض، بل إن بعض تلك الدول أصبحت أثراً بعد عين.


وتعرف الأجيال الحالية كل صغيرة وكبيرة عن كل ما كان مادياً وملموساً في مجتمع الأجداد، لكن شخصية ذلك المجتمع، بالمعنى المذكور أعلاه، لا تزال مجهولة، أو غير حاضرة في الذهنية، أو لا يتم الاعتناء بها، أو لا تُعرف قيمتها، أو هي مبثوثة بشكل مبعثر وغير مباشر في بعض الروايات الأدبية والدواوين الشعرية والكتب المعنية بحفظ ذاكرة الأجداد، وفي بعض المسلسلات والبرامج التي تحكي عن ذلك الماضي.


وأعتقد أننا في حاجة إلى أمرين لضمان أن تبقى الإمارات واحة نستظل بظلها وينعم أولادنا وأحفادنا بثمارها، الأول أن نحفر في الذاكرة الشعبية، ونسبر غور تاريخ أهل الإمارات، ونحلل شخصية مجتمع ما قبل النفط وما قبل الاتحاد، ونضع أيدينا على مكامن الخير فيه، ونضعها نصب أعيننا، ونستلهم منها، ينبغي أن تعامل قصص الخير وحكاياته باعتبارها ثروة وطنية، وجواهر نفيسة، وتنشر وتبث في كل مكان، وتدرس في المناهج التعليمية.


الأمر الثاني أن نواصل غرس الخير مهما كانت الظروف، وألا نترك الأحداث تأخذنا، وألا ندع أنفسنا تنساق وراء الأصوات التي لا يرجى منها خير، وألا نفسح الطريق أمام الذين لا ينطوون على خير ومحبة كي يعيدوا صياغة المجتمع وتغيير بوصلته.