وبّخ دبلوماسي قطري معروف، أستاذا جامعيا إماراتيا معروفا، عبر شبكة "تويتر" بسبب الأحداث في مصر التي أجبرتهما الاثنين على السهر طوال ليلة الأربعاء الخميس ليتبادلا التغريدات، حيث يؤكد الدبلوماسي القطري أن ديكتاتورية العسكر وإجرامهم في مصر هو السبب وراء ما يجري من سفك للدماء، بينما يحمل الأستاذ الإماراتي الإخوان وهم في السجون، المسؤولية عما يجري، ويبرئ ساحة العسكر وهم في الحكم مما يحدث.
وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبد الخالق عبد الله، الذي تعرفه وسائل إعلام عربية بأنه يعمل أيضا مستشارا لدى محمد بن زايد، على "تويتر" معلقا على اليوم الدموي في مصر: "سياسات الإخوان العبثية وهجمات داعش الإرهابية هما السبب الرئيسي لتقييد الحريات ومصادرة حقوق الإنسان وعودة الدولة البوليسية القمعية في مصر".. وهي التغريدة التي سرعان ما رد عليها الدبلوماسي القطري ناصر بن حمد آل خليفة موبخا الأستاذ الإماراتي ومستهجنا طريقة قراءته لما يجري في مصر.
وناصر بن حمد آل خليفة هو أحد أبرز الدبلوماسيين في دولة قطر، وكان سفيرا للدوحة في الولايات المتحدة لسنوات طويلة، قبل أن يتقاعد في العام 2007، ويتحرر من قيود الدبلوماسية وينشط مؤخرا في الكتابة على "تويتر" والتعليق على الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم.
وكتب آل خليفة مخاطبا مستشار محمد بن زايد: "دكتور، لا يجوز لمن مثلك درس ودرس التحليل السياسي أن يأتي بمثل هذا التحليل الهزيل وغير المقنع.. مصر ضحية نظام عسكري فاشي"، وأضاف: "مصر لا تحتاج لهكذا تحليل يخلط الأوراق ظلما ويتناسى أن انقلابا عسكريا بدعم إقليمي ضد رئيس شرعي تم واستبدل بديكتاتور فاشي.. أربأ بك يا دكتور أن تكون مبررا لسياسات لا يمكن قبولها أخلاقيا ولا إنسانيا بتحميلها الإخوان المسلمين وهم ضحاياها".
ورد عبد الخالق عبد الله بعد ذلك بالقول: "مصر ضحية الإرهاب أولا وضحية فجور الإخوان ثانيا، وضحية عودة دولة المخابرات ثالثا، وضحية الفساد رابعا، وغياب الرؤية خامسا".
وسرعان ما رد آل خليفة على هذه التغريدة بأخرى مضادة قال فيها: "كل ما ذكرت لعبت دورا ما، لكن المسؤول الأول هو عودة ديكتاتورية العسكر الدولة العميقة ومخابراتها بفسادها وإفسادها".
ثم بعث آل خليفة بصورة بشعة لواحد من ضحايا مجزرة 6 أكتوبر وسأل عبد الخالق: "هل ترضى أن يحدث مثل هذا لقريبك أو صديقك يا دكتور؟ الظلم ظلمات ومن سكت على الظلم أو برره بلوم الضحية قد يجد نفسه ضحية".. فيما رد عبد الخالق عبد الله على السؤال بالقول: "أنا أدين النظام القمعي في مصر ليلا نهارا ولا أطيق العسكر لكن أتمنى منك ولو مرة واحدة أن تدين فجور الإخوان وعبثهم بأمن مصر".
ورد آل خليفة على الفور قائلاً: "أنا لا أدين الضحية مهما كانت أخطاؤها فكونها ضحية تصبح إدانتها سقطه أخلاقية وجريمة إنسانية يا دكتور".
ويشير مراقبون إلى تقلب عبدالله أكثر عدة مرات في آرائه ومواقفه فتارة يعتبر أحكام الإعدام على قيادات الإخوان بأنها لن تساهم في الاستقرار وتارة يحمل الإخوان مسؤولية عنف النظام، ولكنه في المجمل - حسب وصف مراقبين- يعتبر مؤيدا لسياسات النظام البوليسي في مصر ومؤيدا الدعم الإماراتي اللامحدود لهذا النظام الذي تتهمه منظمات حقوق الإنسان بارتكاب جرائم حرب من ناحية، ويتهمه ناشطون بالفشل في مواجهة المسلحين في سيناء والتجرؤ على دماء المسالمين من ناحية ثانية.