أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

دول بعدد المذاهب والطوائف

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 05-05-2015


كنت أحزم حقائب السفر للعودة بعد نهاية إجازة قضيتها مع أسرتي في إحدى المدن الأميركية، عام 1991. وضعت عنواني على قطع «العفش». وكتبت «الرياض» بخط كبير. أمعن الشاب الأميركي الذي كان يساعدني في نقل الحقائب، النظر في الاسم، وقال، لا تخبرني أين تقع هذه المدينة، أعتقد أنني أعرفها جيداً. في الطريق إلى المطار التفت الشاب نحوي، وكأنه وجد مصباح علاء الدين، وقال بصوت مبتهج: الرياض عاصمة السعودية. لقد عرفت ذلك من محطة «سي إن إن»، صيف العام الماضي خلال الحرب في الكويت، وأضاف: تخيل أن معلوماتي في جغرافيا الشرق الأوسط تحسنت في تلك الحرب.

هذا الشاب وملايين غيره، عرفوا مدننا وبلداتنا من خلال الحروب التي شهدتها وتشهدها منطقتنا منذ سنوات. هذه «الفائدة» من حروبنا، شملتنا نحن أبناء المنطقة، وخلال العقدين الماضيين أصبح المواطن في المغرب العربي يعرف أين تقع الرصافة، والرملية، وتلعفر، وسنجار، وسوق الشيوخ، وبقية المدن والبلدات العراقية. وحالياً بات المواطن في السعودية ولبنان وقطر، يعرف زلتين، ودرنه، وسرت، ومسلاته، وغيرها من المدن الليبية. وتوالت دروس الجغرافيا الإجبارية، وصرنا جمعياً قادرين على سرد أسماء المدن السورية ومعالمها، ونعرف المسافة بين معرة النعمان، والقامشلي، ونستطيع أن نحدد اسم المحافظة التي تقع فيها مدينة المكلا، وما هي عاصمة محافظة أبين.

دروس الجغرافيا تتوالى علينا منذ عام 1990. بدأت من الكويت، ووصلت إلى اليمن، مروراً بالعراق وسورية وليبيا. هذه الدروس لم تكن جغرافية محضة. لم نتعلم مواقع المدن والبلدات العربية في خريطة الدول فحسب، بل أصبحنا نعرف لها سمات لم نسمع بها من قبل. صار للمدن في هذه الدروس القاسية سمات طائفية ومذهبية وعرقية. العراقيون أصبحوا شيعاً وأقواماً، والسوريون، صاروا شعوباً ومذاهب، والليبيون انقسموا بين الشمال والجنوب، وعاودت الحرب في اليمن تكريس الفرق بين الشمالي والجنوبي، والزيدي والشافعي. نجحت حروبنا في تأسيس فرع آخر في الجغرافيا السياسية، اسمه جغرافيا الطوائف والمذاهب.

لا شك في أن الحروب التي تشهدها منطقتنا عاودت رسم ملامح شعوبنا ودولنا، وأصبحت الخطوط الوهمية، التي تسمّى الحدود السياسية، أسواراً مشيدة بالعنصرية والمذهبية والأحقاد.

الأكيد أننا نعيش اليوم الفصل الأول من درس الجغرافيا الإجباري. ونحن مقبلون على رسم حدود أخرى جديدة لدولنا، ولكن ليس على طريقة «سايكس - بيكو». خريطتنا الجديدة نحن سنرسمها عبر صراعات لن تنتهي حتى تصبح دولنا بعدد طوائفنا ومذاهبنا. هل نترحم على «سايكس - بيكو»؟